على الأول ، وان كان على الأول جزمت ، ومثل النصب قوله : [وافر]
(١) ألم تسأل فتخبرك الرسوم |
|
على فرتاج والطّلل القديم |
وان شئت جزمت على أول الكلام ، وتقول لا تمددها فتشقّها اذا لم تحمل الآخر على الأول وقال عزوجل (لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ) وتقول لا تمددها فتشققها اذا أشركت بين الآخر والأول كما أشركت بين الفعلين في لم وتقول أئتني فأحدّثك ، قال أبو النجم :
(٢) يا ناق سيري عنقا فسيحا |
|
الى سليمان فنستريجا |
ولا سبيل هيهنا الى الجزم ، من قبل أن هذه الأفعال التي يدخلها الرفع والنصب والجزم وهي الأفعال المضارعة لا تكون في موضع افعل أبدا ، لأنها انما تنصب وتنجزم بما قبلها وافعل مبنية على الوقف ، فان أردت أن تجعل هذه الأفعال أمرا أدخلت اللام وذلك قولك ائته فليحدّثك وفيحدّثك اذا أردت المجازاة ، ولو جاز الجزم في إئتنى فأحدّثك ونحوها لقلت تحدّثني تريد به الأمر ، وتقول ألست قد أتيتنا فتحدّثنا اذا جعلته جوابا ولم تجعل الحديث وقع إلّا بالاتيان وان أردت فحدّثتنا رفعت ، وتقول كأنك لم تأتنا فتحدّثنا ، وإن حملته على الأول جزمت وقال رجل من بني دارم : [طويل]
(٣) كأنّك لم تذبح لأهلك نعجة |
|
فيصبح ملقى بالفناء إهابها |
وتقول ودّ لو تأتيه فتحدّثه والرفع جيد على معنى التمني ، ومثله قوله عزوجل (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) وزعم هرون أنها في بعض المصاحف (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)
__________________
(٦١٦) الشاهد فيه نصب ما بعد الفاء والرفع جائز والقول فيه كالذي تقدم وفرتاج موضع بعينه.
(٦١٧) الشاهد فيه نصب ما بعد الفاء على جواب الأمر ، والعنق ضرب من السير ، والفسيح الواسع المكين ، وأراد سليمان بن عبد الملك.
(٦١٨) الشاهد فيه نصب ما بعد الفاء على الجواب وان كان معنى الكلام الايجاب لأنه كان قبل دخول كأن منفيا على تقدير لم تذبح نعجة فيصبح إهلبها ملقي ، ثم دخلت عليه كأن فأوجبت فبقي على لفظه منصوبا ، والنعجة الشاة والإهاب الجلد.