كتابه :
صنّف كتابه في النحو في الف ورقة (وهو هذا الكتاب) الذي لم يصنّف مثله لا قبله ولا بعده ، والكتاب كما تراه ليس له مقدمة ولا خاتمة ، وكان على نية العود اليه ، لأنه كان لديه منه بقية ، ولا يزال في نفسه شيء ، ويؤيد ذلك أنه ما سمّاه ، وما قرأه على أحد ، ولم يقرأه عليه أحد ، وان يونس وهو من شيوخه لم يعلم نبأ الكتاب الا بعد وفاته ، واتفق العلماء بعد وفاته أن يسمّوا هذه الأورق (بالكتاب) فقط ، ولا يصفونه بصفة ، ولا يخصصونه باضافة ، ورضى الناس منهم هذه التسمية ، ووافقوا عليها ، وصار (الكتاب) علما لكتاب سيبويه ، فكان يقال قرأ فلان الكتاب فيعلم أنه كتاب سيبويه ، وقرأ نصف الكتاب فلا يشك أنه كتاب سيبويه ، وكان هذا الكتاب يهدى الى الملوك والوزراء كأحسن هدية في عهد العباسيين ، وقد اجاد الزمخشري بقوله فيه وفي كتابه :
ألا صلى الاله صلاة صدق |
|
على عمرو بن عثمان بن قنبر |
فانّ كتابه لم يغن عنه |
|
بنو قلم ولا ابناء منبر |
مناظرته مع الكسائي :
قدم رحمهالله بغداد في عهد الرشيد ، وكان في ذلك الحين «للكسائى» مكانة عظيمة في بغداد وعند الخليفة ، وكان مؤدب أولاد الرشيد ، واولاد يحي ابن خالد البرمكي ، فلما علم الكسائي بمقدم سيبويه شق امره عليه ، فأتى جعفر والفضل ابنا يحي البرمكي ، وقال : أنا وليكما وصاحبكما ، وهذا الرجل انما