قدم ليذهب محليّ ، ، قالا فاحتل لنفسك ، فانا سنجمع بينكما ، فوصل الخبر الى يحيي البرمكى ، فطلب سيبويه ، ونصحه بأن لا يجتمع مع الكسائي ، ولا يناظره لمكانته في بغداد عند الناس وعند الرشيد ، فقبل منه ذلك ، وأراد الخروج من بغداد ، فاشتهر الخبر وعرفه الرشيد ، فأمر بأن يجمع بينهما ، فجعل لهما موعدا ، وحضر سيبويه للموعد وحده ، وحضر من اصحاب الكسائي جماعة وفيهم خلف الأحمر ، والفراء. فتقدم الأحمر وسأل سيبويه مسألة ، فأجابه ، فقال له الأحمر : قد اخطأت يا بصري ، وسأله عن ثانية وثالثة. و. وو فما كان يجيب الجواب إلا ويقول الأحمر قد اخطأت يا بصري ، فوجم لذلك سيبويه ، وقال هذا سوء أدب.
فتقدم الفراء ، وقال : إن في هذا الرجل حدّة وعجلة ، ولكن ما تقول في هذه المسألة وسأله ، فأجابه سيبويه ، فقال الفراء : أعد النظر ، فقال لست اكلمكما حتى يحضر صاحبكما فاناظره.
فحضر الكسائي في جمع من العرب (وقد ارتشوا من قبل ، واتفق معهم بأن يؤيدوه ويخطئوا سيبويه في كل مسألة) فقال لسيبويه : تسألني او اسألك فقال : لا بل تسألني انت ، فقال الكسائي : ما تقول في «قد كنت أظن ان العقرب اشدّ لسعة من الزنبور فاذا هو هى» او «فاذا هو اياها» قال سيبويه فاذا هو هى بالرفع ولا يجوز النصب فقال له الكسائي لحنت ثم سأله عن مسائل