وقال الآخر
(١) متى أنام لا يؤرقني الكرى |
|
ليلا ولا أسمع اجراس المطى |
كأنه قال ان يكن مني نوم في غير هذه الحال لا يؤرّقني الكرىّ كأنه لم يعدّ نومه في هذه الحال نوما وقد سمعنا من العرب من يشمّه الرفع كأنه يقول متى أنام غير مؤرّق وتقول ائتني آتك فتجزم على ما وصفنا وان شئت رفعت على أن لا تجعله معلّقا بالأول ولكنك تبتدئه وتجعل الأول مستغنيا عنه كأنه يقول ائتني أنا آتيك ، ومثل ذلك قول الشاعر (وهو الأخطل) :
(٢) وقال رائدهم أرسلوا نزاولها |
|
فكلّ حتف امرىء يمضي لمقدار |
وقال الانصاري (وهو عمرو بن الإطنابة) : [منسرح]
(٣) يا مال والحقّ عنده فقفوا |
|
تؤتون فيه الوفاء معترفا |
كأنه قال إنكم تؤتون فيه الوفاء معترفا ، وقال معروف : [طويل]
__________________
(٦٧٩) الشاهد فيه جزم يؤرقني على جواب الاستفهام والمعنى متى انام نوما صحيحا لا يؤرقني الكرى لأنه جعل نومه مع تأريق الكرى له نوم ، وحكي سيبويه ان بعض العرب كان يشم الضم في يؤرقني على تقدير وقوعه موقع الحال أي متى أنام غير مؤرق وهذا أبين الا أن فيه قبحا لاسكان الفعل في حال رفعه وجاز مع قبحه لتوالي الحركات واستثقال الضم والكسر والكرىّ المكارى.
(٦٨٠) الشاهد في رفع نزاولها على القطع والاستئناف ولو أمكنه الجزم على الجواب لجاز* وصف شربا قدموا احدهم يرتاد لهم خمرا فظفر بها فقال لهم ارسوا اي انزلوا واثبتوا ومعنى نزاولها نخاتل صاحبها عنها ونحاول افتراصه فيها ، وقوله فكل حتف امرىء يمضي لمقدار أي لا بد من الموت فينبغي ان يبادر بانفاق المال فيها وفي نحوها من اللذات.
(٦٨١) الشاهد في رفع تؤتون على القطع والقول فيه كالقول في الذي قبله* يقول قفوا عند الحق نعترف لكم بالوفاء والخير ، وعطف الجملة بالواو على جملة النداء لأن حروف النداء بدل من اللفظ بالفعل فكأنه قال أدعوكم فقفوا عند الحق.