امرؤ وليفعل خيرا ، وكذلك ما أشبه هذا ، وسألت الخليل عن قوله عزوجل (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ) فقال هذا كقول زهير : [طويل]
بدا لي أني لست مدرك ما مضى |
|
ولا سابق شيئا اذا كان جائيا |
فانما جرّوا هذا لأنّ الأوّل قد يدخله الباء فجاؤا بالتاني وكأنهم قد أثبتوا في الأوّل الباء فكذلك هذا لمّا كان الفعل الذي قبله قد يكون جزما ولا فاء فيه تكلّموا بالثاني وكأنهم قد جزموا قبله فعلى هذا توهموا هذا ، وأما قول عمرو بن عمّار الطائي [طويل]
(١) فقلت له صوّب ولا تجهدنّه |
|
فيدنك من أخرى القطاة فتزلق |
فهذا على النهي كما قال لا تمددها فتشققها كأنه قال لا تجهدنّه ولا يدنينّك من أخرى القطاة ولا تزلقنّ ، ومثله من النهي لا يرينّك هيهنا ولا أرينّك هيهنا ، وسألته عن آتي الامير لا يقطع اللص فقال الجزاء هيهنا خطأ ، لا يكون الجزاء أبدا حتى يكون الكلام الأول غير واجب ، إلا أن يضطرّ شاعر ولا نعلم هذا جاء في شعر البتّة ، وسألته عن قوله أما أنت منطلقا أنطلق معك فرفع وهو قول أبي عمرو ، وحدّثنا به يونس وذلك لأنه لا يجاري بأن كأنه قال لأن صرت منطلقا أنطلق معك ، وسألته عن قوله ما تدوم لي أدوم لك ، فقال ليس في هذا جزاء من قبل أنّ الفعل صلة لما فصار بمنزلة الّذي وهو بصلته كالمصدر ، ويقع على الحين كأنه قال أدوم لك دوامك لي فما ودمت بمنزلة الدّوام ، ويدلك على أنّ الجزاء لا يكون هيهنا أنك لا تستطيع أن تستفهم بما تدوم على هذا الحدّ ، ومثل ذلك كلّما تأتيني آتيك فالاتيان صلة لما كأنه قال كلّ إتيانك آتيك وكلّما تأتيني يقع أيضا على الحين كما كان ما تأتيني يقع على الحين ولا يستفهم بكلّما كما لا يستفهم بما تدوم ، وسألته عن قوله الذي يأتيني فله درهمان لم جاز دخول الفاء
__________________
(٦٨٥) الشاهد فيه جزم فيدلك حملا على النهى أي لا تجهدنه ولا يدنك ولو أمكنه النصب بالفاء على جواب النهي لجاز* يقول هذا لغلامه وقد حمله على فرسه ليصيد له ومعنى صوّب خذ القصد في السير وارفق بالفرس ولا تجهد ، واخرى القطاة آخرها والقطاة مقعد الردف ويروى فيذرك أي يرمي بك يقال أذراه عن فرسه اذا رمى به.