يصيبك ، وقال عزوجل (أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما) وقال تعالى (أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ) كأنه قال ألأن كان ذا مال وبنين ، قال الأعشى : [بسيط]
(١) أأن رأت رجلا أعشى أضرّبه |
|
ريب المنون ودهر تابل خبل |
فأن هاهنا حالها في حذف حرف الجرّ كحال أنّ وتفسيرها كتفسيرها وهي مع صلتها بمنزلة المصدر ومن ذلك أيضا قوله ائتني بعد أن يقع الأمر وأتاني بعد أن وقع الأمر كأنه قال بعد وقوع الأمر ، ومن ذلك قوله أما أن أسير الى الشام فما أكرهه وأما أن أقيم فلي فيه أجر كأنه قال أما السّيرورة فما أكرهها وأما الاقامة فلي فيها أجر ، وتقول لا يلبث أن يأتيك أى لا يلبث عن إتيانك ، وقال تعالى (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا فأن محمولة على كان كأنه قال فما كان جواب قومه الّا قول كذا وكذا ، وإن شئت رفعت الجواب فكانت أن منصوبة وتقول ما منعك أن تأتينا أراد من إتياننا فهذا على حذف حرف الجرّ وفيه ما يجىء محمولا على ما يرفع وينصب من الأفعال تقول قد خفت أن تفعل وسمعت عربيا يقول «أنعم أن تشدّه» أى بالغ في أن يكون ذلك هذا المعنى وأن محمولة على أنعم وقال جلّ ذكره (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) ثم قال (أَنْ يَكْفُرُوا) على التفسير كأنه قيل له ما هو فقال هو أن يكفروا ، وتقول إنى مما أن أفعل ذاك كأنه قال إني من الأمر أو من الشأن أن أفعل ذاك فوقعت ما هذا الموقع كما تقول العرب بئسماله ، يريدون بئس الشىء ماله وتقول ائتني بعد ما تقول ذاك كأنك قلت ائتني بعد قولك ذاك كما أنك اذا قلت بعد أن تقول فانما تريد ذاك ولو كانت بعد مع ما بمنزلة كلمة واحدة لم تقل ائتني من بعد ما تقول ذاك القول ولكانت الدال على حال واحدة ، وان شئت قلت إني مما أفعل فتكون ما مع من بمنزلة كلمة واحدة نحو ربّما ، قال الشاعر (وهو أبو حيّة النّميرى) : [طويل]
__________________
(٧١٦) الشاهد في قوله أأن رأت رجلا والتقدير ألأن رأت وهو متصل بقوله* صدت هريرة عنا ما تكلمنا* والمعنى أصدت لان رأتني أعشى والمنون الدهر وريبه صرفه وما يريب منه والخبل الشديد الفساد.