(١) وإنا لممّا نضرب الكبش ضربة |
|
على رأسه تلقى اللسان من الفم |
وتقول اذا أضفت الى أن الأسماء إنّه أهل أن يفعل ومخافة أن يفعل ، وإن شئت قلت إنّه أهل أن يفعل ومخافة أن يفعل كأنك قلت إنّه أهل لأن يفعل ومخافة لأن يفعل ، وهذه الاضافة كاضافتهم بعض الاشياء الى أن ، قال الشاعر : [وافر]
(٢) تظلّ الأرض كاسفة عليه |
|
كآبة أنها فقدت عقيلا |
وسمعناه فصحاء العرب يقولون لحقّ أنّه ذاهب فيضيفون كأنه قال ليقين أنّه ذاهب أي ليقين ذاك أمرك وليست في كلام كلّ العرب ، وتقول إنّه خليق لأن يفعل وإنّه خليق أن يفعل على الحذف ، وتقول عسيت أن تفعل فأن هاهنا بمنزلتها في قولك قاربت أن تفعل أي قاربت ذاك وبمنزلة دنوت أن تفعل واخلو لقت السماء أن تمطر أي لأن تمطر وعسيت بمنزلة اخلولقت السماء ، ولا يستعملون المصدر هاهنا كما لم يستعملوا الأسماء التي الفعل في موضعها كقولك اذهب بذى تسلم ولا يقولون عسيت الفعل ولا عسيت للفعل ، وتقول عسى أن تفعل وعسى أن تفعلوا وعسى أن تفعلا وعسى محمولة عليها أن كما تقول دنا أن يفعلوا. وكما قالوا اخلولقت السماء أن تمطر وعلى ذا تكلم به عامّة العرب ، وكينونة عسى للواحد والجميع والمؤنّث تدلّك على ذلك ، ومن العرب من يقول عسى وعسيا وعسوا وعستا وعسين ، فمن قال ذلك كانت أن فيهن بمنزلتها في عسيت في أنها منصوبة.
واعلم أنهم لم يستعملوا عسى فعلك استغنوا بأن تفعل عن ذلك كما استغنى أكثر العرب بعسى عن أن يقولوا عسيا وعسوا ، وبلو أنه ذاهب عن لو ذهابه ومع هذا أنهم لم يستعملوا المصدر في هذا الباب كما لم يستعملوا الاسم الذي في موضعه يفعل في عسى وكاد فترك هذا لأنّ من كلامهم الاستغناء بالشيء عن الشيء.
__________________
(٧١٧) الشاهد في قوله لمما ، ومعناه لربما وهي من زيدت اليها ما وجعلت معها على معنى ربما كما ركبت تركيبها ، وأراد بالكبش الرئيس لانه يقارع دون القوم ويحميهم.
(٧١٨) الشاهد في اضافة الكآبة الى أن على تأويل كآبة فقدها عقيلا والمعنى كآبة لفقدها اياه ، وانتصاب كآبة على المفعول له أي كسفت لكآبتها وحزنها لفقده.