واعلم أنّ من العرب من يقول عسى يفعل يشبّهها بكاد يفعل فيفعل حينئذ في موضع الاسم المنصوب في قوله «عسى الغوير أبؤسا» فهذا مثل من أمثال العرب أجروا فيه عسى مجرى كان ، قال هدبة : [وافر]
(١) عسى الكرب الذي أمسيت فيه |
|
يكون وراءه فرج قريب |
وقال :
(٢) عسى الله يغني عن بلاد ابن قادر |
|
بمنهمر جون الرّباب سكوب |
وقال :
(٣) فأمّا كيّس فنجا ولكن |
|
عسى يغترّ بي حمق لئيم |
وأمّا كاد فانهم لا يذكرون فيها أن ، وكذلك كرب يفعل ومعناهما واحد ، يقولون كرب يفعل وكاد يفعل ولا يذكرون الأسماء في موضع هذه الأفعال لما ذكرت لك في الكرّاسة التي تليها ، ومثله جعل يقول لا تذكر الاسم هيهنا ، ومثله أخذ يقول فالفعل هيهنا بمنزلة الفعل في كان اذا قلت كان يقول ، وهو في موضع اسم منصوب كما أنّ هذا في موضع اسم منصوب وهو ثمّ خبر كما أنه هيهنا خبر إلا أنك لا تستعمل الاسم فأخلصوا هذه الحروف للأفعال كما خلصت حروف الاستفهام للأفعال نحو هلّا وألّا ، وقد جاء في الشعر كاد أن يفعل شبّهوه بعسى ، قال رؤبة : [رجز]
(٤) * قد كاد من طول البلى أن يمصحا*
__________________
(٧١٩) الشاهد في اسقاط أن ضرورة ورفع الفعل والمستعمل في الكلام عسى أن يكون كما قال الله عزوجل (سى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ)(فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ) يقول هذا لرجل من قومه أسر.
(٧٢٠) الشاهد فيه اسقاط أن من قوله يغنى والقول فيه كالقول في الذي قبله والمنهمر السائل والجون الأسود والرباب ما تدلى من السحاب دون سحاب فوقه والسكوب المنصب.
(٧٢١) الشاهد فيه اسقاط أن ضرورة كما تقدم ، والحمق الأحمق ويقال هو حمق وأحمق كما قيل هو شعث وأشعث ووجل وأوجل والكيس العقل والدهاء.
(٧٢٢) الشاهد فيه دخول أن على كاد ضرورة والمستعمل في الكلام اسقاطها ودخلت ـ