والمحص مثله ، وقد يجوز في الشعر أيضا لعلّى أن أفعل بمنزلة عسيت أن فعل ، وتقول يوشك ان تجىء ، وأن محمولة على يوشك وتقول يوشك أن تجيء فأن في موضع نصب كأنك قلت قاربت أن تفعل ، وقد يجوز يوشك يجيء بمنزلة عسى يجىء ، قال الشاعر (وهو أمية بن أبي الصلت) :
(١) يوشك من فرّ من منيّته |
|
في بعض غرّاته يوافقها |
وهذه الحروف التي هي لتقريب الأمور شبيهة بعضها ببعض ولها نحو ليس لغيرها من الأفعال ، وسألته عن معنى قوله أريد لأن تفعل فقال انما يريد ان يقول إرادتي لهذا كما قال عزوجل (وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ) انما هو أمرت لهذا ، وسألت الخليل عن قول الفرزدق :
(٢) أتغضب إن أذنا قتيبة حزّتا |
|
جهارا ولم تغضب لقتل ابن خازم |
__________________
ـ عليها تشبيها بعسى كما سقطت من عسى تشبيها بها لاشتراكهما في معنى المقاربة* وصف منزلا بالقدم وعفوّ الأثر ، والبلى القدم ويمصح في معنى يذهب يقال مصح الظل اذا انتقله الشخص عند قائم الظهيرة.
(٧٢٣) الشاهد فيه اسقاط أن بعد يوشك ضرورة كما أسقطت بعد عسى والمستعمل في الكلام اثباتها ومعنى يوشك يقارب يقال أوشك فلان أن يفعل كذا ويوشك أن يفعله اذا قارب فعله والوشيك السريع الوقوع والقريب ، والغرة الغفلة عن الدهر وصروفه أي لا ينجي من المنية شيء.
(٧٢٤) الشاهد فيه كسر ان وحملها على معنى الشرط لتقديمه الاسم على الفعل الماضي كما تقدم ولو فتح ان لم يحسن لأنها موصولة بالفعل فيقبح فيها الفصل ، ورد المبرد كسرها والزم الفتح لأن الكسر يوجب أن أذني قتيبة لم تحزا بعد ، ولم يقل الفرزدق هذا الا بعد قتله وحز أذنيه ، والحجة لسيبويه أن لفظ الشرط قد يقع لما في معنى الماضي ، وكان وكيع ابن أبي اسود التميمي قتل قتيبة بن مسلم الباهلي وباهلة من قيس وقد كانت تميم قتلت عبد الله ابن خازم السلمي وسليم من قيس أيضا ففخر الفرزدق عليهم ، وزعم أن قيسا غضبت لقتل قتيبة ولم تغضب لقتل ابن خازم.