فهذا ضعيف وهو بمنزلته في غير الشعر لأن النصب لا يكسر البيت ولا يخلّ به ترك إظهار الهاء وكأنه قال كلّه غير مصنوع ، وقال امرؤ القيس : [متقارب]
(١) فأقبلت زحفا على الرّكبتين |
|
فثوب علىّ وثوب أجر |
وقال النّمر بن تولب وسمعناه من العرب ينشدونه : [متقارب]
(٢) فيوم علينا ويوم لنا |
|
ويوم نساء ويوم نسر |
يريدون نساء فيه ونسرّ فيه وزعموا أن بعض العرب يقول شهر ثرى ، وشهر ترى وشهر مرعى يريد ترى فيه ، وقال : [وافر]
(٣) ثلاث كلّهن قتلت عمدا |
|
فأخزى الله رابعة تعود |
فهذا ضعيف والوجه الاكثر الاعرف النصب وانما شبهوه بقولهم الذي رأيت فلان حين لم يذكروا الهاء وهو في هذا أحسن لان رأيت تمام الاسم وبه يتمّ وليس بخبر ولا صفة فكرهوا طوله حيث كان بمنزلة اسم واحد كما كرهوا طول اشهيباب فقالوا اشهباب وهو في الوصف أمثل منه في الخبر وهو على ذلك ضعيف ليس كحسنه بالهاء لأنّه في موضع ما هو من الاسم وما يجري عليه وليس بمنقطع منه خبرا مبنيّا عليه ولا مبتدءا فضارع ما يكون من تمام الاسم وان لم يكن تماما له ولا منه في البناء ، وذلك قولك هذا رجل ضربته والناس رجلان رجل أكرمته ورجل أهنته كأنّه قال هذا رجل مضروب ، وهذا
__________________
(٧٢) هذا كالذي قبله عند سيبويه في ابتداء الاسم مع حذف الضمير من الخبر ويجوز عندي ان يكون نسيت وأجر من نعت الثوبين فيمتنع ان يعمل فيه لان النعت لا يعمل في المنعوت فيكون التقدير فثوبان ثوب منسى وثوب مجرور* وصف انه طرق محبوبته على خوف من الرقباء فجعل يزحف اليها اي يمشي رويدا لئلا يحس به فتذهله تلك الحال حتى ينسى أحد ثوبيه ويجر الآخر ولم يرد ثوبين خاصة وانما أراد الجنس مقسما على حالتين.
(٧٣) هذا كالذي قبله عند سيبويه ويجوز عندي فيه وجه آخر وهو ما جاز في البيت المتقدم من جعل الفعل نعتا للاسم.
(٧٤) كان الوجه عند سيبويه أن يكون كلهن حملا علي الفعل وقد ثبت ان الاختيار عندي الرفع على ما يوجبه القياس لما ذكرت من العلة.