رجل مكرم ، ورجل مهان فان حذفت الهاء جاز وكان أقوى ممّا يكون خبرا ، وممّا جاء من الشعر في ذلك قول جرير : [وافر]
(١) أبحت حمى تهامة بعد نجد |
|
وما شيء حميت بمستباح |
يريد الهاء ، وقال الحرث بن كلدة : [وافر]
(٢) فما أدرى أغيّرهم تناء |
|
وطول العهد أم مال أصابوا |
يريد أصابوه ولا سبيل الى النصب وان تركت الهاء لأنه وصف كما لم يكن النصب فيما أتممت به الاسم يعنى الصلة فمن ثمّ كان أقوى مما يكون في موضع المبنىّ على المبتدإ لانه لا ينصب به وانّما منعهم أن ينصبوا بالفعل الاسم اذا كان صفة له أن الصفة تمام الاسم الا ترى أنّ قولك مررت بزيد الأحمر كقولك مررت بزيد وذلك أنّك لو احتجت الى أن تنعت فقلت مررت بزيد وأنت تريد الأحمر وهو لا يعرف حتّى تقول الأحمر لم يكن تمّ الاسم فهو يجرى منعوتا مجرى مررت بزيد اذا كان يعرف وحده فصار الأحمر كأنّه من صلته.
__________________
(٧٥) استشهد به لجواز حذف الهاء من الفعل اذا كان في موضع النعت لانه مع المنعوت كالصلة مع الموصول والحذف في الصلة حسن بالغ فضارعها النعت فحسن الحذف فيه* يخاطب عبد الملك بن مروان فيقول ملكت العرب وابحت حماها بعد مخالفتها لك ، وما حميت لا يصل اليه من خالفك لقوة سلطانك ، وتهامة ما تسفل من بلاد العرب ، ونجد ما ارتفع وكنى بهما عن جميع بلاد العرب.
(٧٦) استشهد به لحذف الهاء من الفعل اذا نعت به الاسم على ما تقدم ، ولو نصب هنا الاسم على أن يجعل الفعل خبرا لا وصفا لجاز ، وكان يكون التقدير وما ادرى أغيرهم تناء أم أصابوا مالا فغيرهم الا ان حمله على الوصف أحسن ليكون الاسم بغد أم محمولا على الاسم المتصل بغيرهم لانه شك بين تغيير التنائي لهم أو المال الذي أصابوه وقوله تناء سنون لا يجوز حذف التنوين منه لانه لم يضفه الى ضميره ، ولو أضافه لشدد الياء فانكسر الشعر ، ومعنى البيت ظاهر من لفظه.