فجعل نازلا اسما رفع كأنّه قال آلدار أنت رجل فيها ، ولو قال أزيد أنت ضاربه فجعله بمنزلة قولك أزيد أنت أخوه جاز ، ومثل ذلك في النصب أزيدا أنت محبوس عليه وأزيدا أنت مكابر عليه ، وإن لم يرد به الفعل وأراد به وجه الاسم رفع ، وكذلك جميع هذا فمفعول مثل يفعل وفاعل مثل يفعل ، ومما تجريه مجرى أسماء الفاعلين فواعل أجروه مجرى فاعلة حيث كانوا جمعوه وكسّروه عليه كما فعلوا ذلك بفاعلين وفاعلات ، فمن ذلك قولهم هنّ حواجّ بيت الله ، وقال أبو كبير الهذلىّ : [كامل]
(١) ممّن حملن به وهنّ عواقد |
|
حبّك النطاق فشبّ غير مهبّل |
وقال العجّاج : [رجز]
أو الفا مكّة من ورق الحمى
وقد جعل بعضهم فعّالا بمنزلة فواعل فقالوا قطّان مكّة وسكّان البلد الحرام لأنه جمع كفواعل وأجروا اسم الفاعل اذا أرادوا أن يبالغوا في الامر مجراه اذا كان على بناء فاعل لأنه يريد به ما أراد بفاعل من إيقاع الفعل إلا أنه يريد أن يحدّث عن المبالغة ، فمما هو الاصل الذي عليه أكثر هذا المعنى فعول ومفعال وفعل وقد جاء فعيل كرحيم وعليم وقدير وسميع وبصير يجوز فيهنّ ما جاز في فاعل من التقديم والتأخير والاظهار والاضمار ، لو قلت هذا ضروب رؤوس الرجال وسوق الابل على وضروب سوق الابل
__________________
(٨٢) الشاهد في نصب حبك النطاق بعواقد لانه جمع عاقدة ، وعاقدة تعمل عمل الفعل المضارع لانها في معناه فجري جمعها في العمل مجراها ونوّن عواقد مضطرا* وصف رجلا شهم الفؤاد ماضيا في الرجال فذكر أنه ممن حملت به النساء مكرهات فغلب عليه شبه الآباء وخرج مذكرا وكان العرب تفعل ذلك يغضب الرجل منهم المرأة ويعجلها حل نطاقها ويقع بها فيغلب ماؤه على مائها فينزع الولد اليه في الشبه ، وحبك النطاق مشتدة واحدها حباك وهو من حبكت الشيء اذا شددته وأحكمته ، والنطاق ازار تشده المرأة في وسطها وترسل أعلاه على أسفله تقيمه مقام السراويل ، والمهبل الثقيل ويقال هو الذي يدعى عليه بالهبل فيقال هبلته أمه أي فقدته ونظير البيت ما أنشده بعد هذا للعجاج وهو قوله* أو الفامكة من ورق الحمى* وقد مر تفسيره تحت رقم ١ ص ١٦