جاز كما يقول هذا ضارب زيد وعمرا تضمر وضارب عمرا ، ومما جاز فيه مقدّما ومؤخّرا على نحو ما جاء في فاعل ، قول ذي الرّمة : [طويل]
(١) هجوم عليها نفسه غير أنه |
|
متى يرم في عينيه بالشّبح ينهض |
وقال أبو ذؤيب الهذلي : [طويل]
(٢) قلى دينه واهتاج للشّوق إنها |
|
على الشّوق إخوان العزاء هيوج |
وقال القلاخ بن حزن المنقرى : [طويل]
(٣) أخا الحرب لبّاسا اليها جلالها |
|
وليس بولّاج الخوالف أعقلا |
وسمعنا من يقول أمّا العسل فأنا شرّاب ، وقال :
__________________
(٨٣) الشاهد في نصب النفس بهجوم لانه تكثير هاجم وهاجم يعمل عمل يهجم فجرى تكثيره مجراه* وصف ظليما فيقول يهجم نفسه على بيضة أي يلقيها عليها حاضنا لها فاذا جاء شخص وهو الشبح فارق بيضه وشرد ونهض فارا ويقال للشخص شبح وشبح ومعنى قوله يرم في عينيه بالشبح يفاجئه بسرعة فينظر اليه فجعل مفاجأته لنظره كشيء واحد رمي به وهو من بديع الكلام وفصيحه.
(٨٤) الشاهد في نصب اخوان العزاء بهيوج لانه تكثير هائج وعمل فيه مقدما كعمله فيه مؤخرا لقوته وجريه مجرى الفعل في عمله* وصف امرأة بالحسن واستمالة الرجال فيقول لو نظر اليها راهب لقلى دينه أي أبغضه وتركه واهتاج شوقا اليها ، ثم قال إنها لافراط حسنها وجمالها تهيج اخوان العزاء على مثلها وتحملهم على الصبا واللهو ، ويقال هجت الشيء فاهتاج اذا هيجته ولا يقال أهجت.
(٨٥) الشاهد في نصب جلالها بقوله لباسا لانه تكثير لابس فعمل عمل فعله* وصف رجلا بالشجاعة والاعداد للحرب فيقول هو أخوها لملازمته لها معد لآلتها لابس لعدتها وجعل ما يلبسه لها من السلاح كالدرع ونحوها جلالا وهي جمع ، حل على طريقة المثل والاستعارة ، والولاج الكثير الولوج في البيوت المتردد فيها لضعف همته نفي ذلك عنه والخوالف جمع خالفة وهي عمود في مؤخر البيت ويقال هي شقة في أسفل مؤخر البيت ، والا عقل الذي تصطك ركبتاه عند المشي خلقة أو ضعفا.