وفي الخبر والاستفهام وكلّ شيء ، وذلك قولك أظنّ زيدا منطلقا وأظنّ عمرا ذاهبا وزيدا أظنّ أباك وعمرا زعمت أخاك وتقول زيدا أظنه ذاهبا ، ومن قال عبد الله ضربته نصب فقال عبد الله أظنه ذاهبا ، وتقول أظنّ عمرا منطلقا وبكرا أظنه خارجا كما قلت ضربت زيدا وعمرا كلمته ، وان شئت رفعت على الرفع في هذا فان الغيت قلت عبد الله أظنّ ذاهب ، وهذا إخال أخوك وفيها ارى أبوك وكلما أردتّ الالغاء فالتأخير أقوى وكلّ عربيّ جيد ، قال الشاعر وهو اللّعين [المنقرى ، يهجو العجاج) : [بسيط]
(١) أبا الأراجيز يا ابن اللؤم توعدني |
|
وفي الأراجيز خلت اللّؤم والخور |
أنشدناه يونس مرفوعا عنهم ، وانما كان التأخير أقوى لأنه إنما يجيء بالشك بعد ما يمضي كلامه على اليقين أو بعد ما يبتدىء وهو يريد اليقين ثم يدركه الشكّ كما تقول عبد الله صاحب ذاك بلغني ، وكما قال من يقول ذاك تدري فأخّر ما لم يعمل في أول كلامه وانما جعل ذلك فيما بلغه بعد ما مضى كلامه على اليقين وفيما يدري فاذا ابتدأ كلامه على ما في نيته من الشك أعمل الفعل قدّم أو أخرّ كما قال زيدا رأيت ورأيت زيدا وكلما طال الكلام ضعف التأخير اذا أعملت وذلك قولك زيدا أخاك أظنّ فهذا ضعيف كما يضعف زيدا قائما ضربت لأن الحدّ أن يكون الفعل مبتدءا اذا اعمل ، ومما جاء في الشعر معملا في زعمت قول الشاعر وهو أبو ذؤيب الهذلي : [طويل]
(٢) فان تزعميني كنت أجهل فيكم |
|
فاني شريت الحلم بعدك بالجهل |
وقال النابغة الجعدي : [طويل]
__________________
(٩٧) الشاهد في رفع اللؤم والخور بعد خلت لما تقدم عليها من الخبر ، وينوي فيها من التأخير والتقدير ، وفي الاراجيز اللؤم والخور خلت ذلك* وصف أنه راجز لا يحسن القصيد والتصرف في أنواع الشعر فجعل ذلك دلالة على لؤم طبيعته وخور نفسه والخور الضعف.
(٩٨) الشاهد في اعمال تزعمين فيما بعده لانه مقدم عليه فلا يحسن الغاؤه* وصف انه رجع من الصبا بعد خوضه فيه لما وعظه من الشيب الزاجر له فيقول ان كنت تزعمين اني كنت أجهل في هواي لكم وصبوتي اليكم فقد شريت بذلك الجهل والصبا حلما وعقلا ورجعت عما كنت عليه.