فصله في قوله أنت زيد مررت به فصارت بمنزلة أخواتها واقرّت على الاصل قال الكميت : [وافر]
(١) أجهالا تقول بنى لؤىّ |
|
لعمر أبيك أم متجاهلينا |
وقال عمر بن أبي ربيعة : [كامل]
(٢) أما الرحيل فدون بعد غد |
|
فمتى تقول الدار تجمعنا |
وان شئت رفعت بما نصبت فجعلته حكاية وزعم أبو الخطاب وسألته عنه غير مرّة أنّ ناسا من العرب يوثق بعربيتهم وهم بنو سليم يجعلون باب قلت أجمع مثل ظننت.
واعلم أن المصدر قد يلغى كما يلغى الفعل وذلك قولك متى زيد ظنّك ذاهب ، وزيد ظنّى أخوك ، وزيد ذاهب ظنى ، فان ابتدأت فقلت ظنى زيد ذاهب كان ضعيفا لا يجوز البتّة كما ضعف أظنّ زيد ذاهب وهو في متى وأين أحسن اذا قلت متى ظنّك زيد ذاهب ومتى تظنّ عمرو منطلق لأنّ قبله كلاما وانما يضعف هذا في الابتداء كما يضعف غير شك زيد ذاهب وحقا عمرو منطلق ، وان شئت قلت متى ظنّك زيدا أميرا كقولك متى ضربك زيدا وقد يجوز أن تقول عبد الله أظنّه منطلق تجعل هذه الهاء على ذاك كأنك قلت زيد منطلق أظنّ ذاك لا تجعل الهاء لعبد الله ولكنّك تجعلها ذاك
__________________
(١٠٠) الشاهد في اعمال تقول عمل الظن لانها بمعناها ولم يرد قول اللسان انما أراد اعتقاد القلب والتقدير أتقول بني لؤي جهالا أي أتظنهم كذلك وتعتقده فيهم وأراد ببني لؤي جمهور قريش وعامتها لان أكثرها ينته في النسبة الى لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر وهو أبو قريش كلها ، وهذا البيت من قصيدة يفخر فيها على اليمنى ويذكر فضل مضر عليهم فيقول أتظن قريشا جاهلين أم متجاهلين حين استعملوا اليمانيين في ولاياتهم وآثروهم على المضربين مع فضلهم عليهم ، والمتجاهل الذي يستعمل الجهل وان لم يكن من أهله.
(١٠١) الشاهد في نصب الدار بتقول لخروجها الى معنى الظن كما تقدم ، يقول قد حان رحيلنا عمن نحب ومفارقتنا له في غد وعبر عن ذلك بقوله دون بعد غد فمتى تجمعنا الدار فيما نقدر ونعتقد ولم يرد بالدار دارا بعينها وانما أراد موضعا يحلونه منتجعين فيجمعه ومن يحب فكل موضع يحلون فيه فهو لهم دار ومستقر.