واجبات كما أن الالف وحروف الجزاء غير واجبة وكما أن الأمر والنهي غير واجبين ، وسهل تقديم الاسماء فيها لأنها نفي واجب وليست كحروف الاستفهام والجزاء انما هي مضارعة وانما تجيء لخلاف قوله قد كان ، وذلك قولك ما زيدا ضربته ولا زيدا قتلته ، وما عمرا لقيت أباه ، ولا عمرا مررت به ، ولا بشرا اشتريت له ثوبا ، وكذلك اذا قلت ما زيدا أنا ضاربه اذا لم تجعله اسما معروفا ، قال هدبة بن الخشرم العذرى : [طويل]
(١) فلا ذا جلال هبنه لجلاله |
|
ولا ذا ضياع هنّ يتركن للفقر |
وقال زهير : [بسيط]
(٢) لا الدّار غيّرها بعدي الأنيس ولا |
|
بالدّار لو كلّمت ذا حاجة صمم |
وقال جرير : [وافر]
(٣) فلا حسبا فخرت به لتيم |
|
ولا جدّا اذا ازدحم الجدود |
وان شئت رفعت والرفع فيه أقوى إذ كان يكون في ألف الاستفهام لأنهن نفي واجب يبتدأ بعدهن ويبني على المبتدإ بعدهن ولم يبلغن أن يكنّ مثل ما شبّهن به ، فان جعلت ما بمنزلة ليس في لغة أهل الحجاز لم يجز إلا الرفع لأنك تجيء بالفعل بعد أن يعمل فيه ما هو
__________________
(١٠٨) الشاهد في نصب ذي جلال وذي ضياع باضمار فعل على ما تقدم لأن حروف النفي تقتضى الفعل مظهرا أو مضمرا* وصف المنايا وعمومها للخلق فيقول لا يتركن الجليل هيبة لجلاله ولا الضائع الفقير اشفاقا لضياعه وفقره.
(١٠٩) الشاهد في نصب الدار باضمار فعل على ما تقدم* وصف دارا خلت من أهلها ولم يخلفهم غيرهم فيها فيغيروا ما عهد من آثارها ورسومها ، ويروى بعد الانيس أي هي باقية الآثار كما عهدتها لم يغيرها بعد من عهدت من الانيس فيها والانيس من يؤنس به من الناس ، ثم قال وقفت بها فسألتها وناديتها بمقدار ما أسمعها لو أجابت ولكنها لم تجب فكأن بها صمما.
(١١٠) الشاهد في نصب الحسب باضمار فعل على ما تقدم والفعل المقدر هنا فعل واصل الى المفعول بذاته في معنى الفعل الظاهر والتقدير ولا ذكرت حسبا فخرت به ونحوه* يخاطب عمر بن لجأ وهو من تيم عدي فيقول لم تكسب لهم حسبا يفخرون به ولا لك جد شريف تعوّل عليه عند ازدحام الناس للمفاخر أي ليس لك قديم ولا حديث.