أشهر من النار على المنار ، وقد عنون في كتابه (المحاضرات) ما يدل بوضوح على قوله بوقوع التحريف في القرآن نحو هذا العنوان (ما في القرآن من تغيير
___________
(إحياء علوم الدين) ، والفيروزآبادي في (بصائر ذوي التمييز) وغيرهم ولم يقل أحد : إنهم من الشيعة . والذي يبطل مزاعمهم أيضا قول الراغب نفسه في رسالة الاعتقاد لما ذكر أهل البدع قال : وأعظمهم فرقتان : فرقة تدبُّ في ضراء ، وتسير حسواً في ارتضاء ، تظهر موالاة أمير المؤمنين ، وبها إضلال المؤمنين ، يتوصلون بمدحه وإظهار محبته إلى ذم الصحابة وأزواج النبي رضي الله عنهم ، وشهد التنزيل بذلك لهم ! ـ أقول : مثلما شهد الله على عائشة وحفصة في سورة التحريم ، وعلى بعض الصحابة في سورة براءة والمنافقين ! ـ ، ويقولون كلام الله رموز وألغاز لا ينبئ ظاهره عن حق ، ومفهومه عن صدق ، يجعل ذلك من الذرائع إلى إبطال الشرائع . انتهى ،
وقال أيضا في موضع آخر : والفرق المبتدعة الذين هم كالأصول للفرق الاثنتين والسبعين سبعة : المشبَّهة ، ونفاة الصفات ، والقدرية ، والمرجئة ، والخوارج ، والمخلوقية ، والمتشيعة .
فالمشبهة ضلّت عن ذات الله ، ونفاة الصفات في أفعاله ، والخوارج في الوعيد ، والمرجئة في الإيمان ، والمخلوقية في القرآن ، والمتشيعة ضلت في الإمامة . والفرقة الناجية هم أهل السنة والجماعة الذين اقتدوا بالصحابة ـ أقول : بالصحابة الذين أمروا أن يتمسكوا بأهل البيت بعد القرآن ! ـ . انتهى
كل هذا يبين لنا أن الراغب ليس من المعتزلة ولا من الشيعة ، بل من أهل السنة والجماعة ، ويكفي للقول بعدم تشيعه مدحه وتفضيله لابن أبي قحافة وابن الخطاب في كتابه المحاضرات .