والباب مغلق فضربت عليهم الباب ضربا شديدا عنيفا ، وقلت : قد بويع لأبي بكر بن أبي قحافة !! فقال العباس : تربت أيديكم إلى آخر الدهر ! أما إني قد أمرتكم فعصيتموني فمكثت أكابد ما بنفسي ، فلما كان بليل خرجت إلى المسجد ، فلما صرت فيه تذكرت إني كنت أسمع همهمة رسول الله بالقرآن فامتنعت من مكاني فخرجت إلى الفضاء ، فضاء بني بياضة واجد نفرا يتناجون فلما دنوت منهم سكتوا ، فلما رأيتهم سكتوا انصرفت عنهم فعرفوني وما عرفتهم ، فدعوني إليهم فأتيتهم فأجد المقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت وسلمان الفارسي وأبا ذر الغفاري وحذيفة وأبا الهيثم بن التيهان وإذا حذيفة يقول : لهم والله ليكونن ما أخبرتكم به والله ما كذبت ولا كذبت . وإذا القوم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين ، ثم قال : ائتوا أُبيّ بن كعب فقد علم كما علمت ، قال : فانطلقنا إلى أُبيّ فضربنا عليه بابه حتى صار خلف الباب ، قال : من أنتم ؟ فكلمه المقداد ، فقال : ما حاجتكم ؟ فقال له : افتح عليك بابك ، فان الأمر أعظم من أن يجرى من وراء حجاب ، قال : ما أنا بفاتح بابي وقد عرفت ما جئتم له كأنكم أردتم النظر في هذا العقد ؟! فقلنا : نعم . قال : أفيكم حذيفة ؟ قلنا : نعم . قال : فالقول ما قال ، والله ما أفتح عني بابي حتى يجري ما هي عليه جارية ، ولما يكون بعدها شراً منها ، وإلی الله المشتكى) .
أقول : ويؤيد صحة
نسبة هذا الخبر إلى شيخ البخاري صاحب تاريخ المدينة عمر بن شبة أن نحو هذا الخبر مذكور في كتابه تاريخ المدينة ، وهو يفيد حالة الانزواء والترقب التي عاشها أُبيّ بن كعب الذي كان يعلم من النبي