وأنه أول من نقط المصحف نقط إعجام .
ولكن الزرقاني يقول : إن نصر بن عاصم قد شارك يحيى بن يعمر في تنقيط المصحف ، قال في مناهل العرفان ١ : ٣٩٩ : أوّل من نقط المصحف هو يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم تلميذا أبي الأسود .
وهذا مخالف لقول أكثر أهل التراجم والسير ، نعم توجد رواية تشعر أن نصر بن عاصم هو أوّل من نقط المصحف ! كما ذكر ذلك ابن خلكان في وفياته ، وهذا القول أضعف من سابقه ، خاصة أن هناك شواهد تمنع من قبوله لأن ابن سيرين كان يوجد عنده مصحف منقوط بنقط يحيى بن يعمر ، كما ذكر ذلك صاحب الوفيات :
وقال خالد الحذاء : كان لابن سيرين مصحف منقوط نقطه يحيى بن يعمر .
وكذا ذكر أبو عمرو الداني في المقنع : ١٢٥ : وروينا أن ابن سيرين كان عنده مصحف نقطه يحيى بن يعمر ، وأن يحيى أول من نقطها .
حتى لو تنازلنا وأنكرنا ما ذكره أرباب السير وملنا الی أن نصر بن عاصم الليثي هو أول من نقط المصحف ، وأنه لا مدخلية ليحيى بن يعمر في تنقيط القرآن ، فلا ضير في ذلك ؛ لأن الشيعة الإمامية فضلهم عليه سابق لأنهم معلّمو نصر بن عاصم ، كما ذُكر ذلك في بغية الوعاة : ٤٠٣ من أنّ نصر الليثي أخذ عن أبي الأسود الدؤلي ويحيى بن يعمر .
وجاء مثله في طبقات القراء : ٣٣٦ ، وهو في الفهرست : ٤٧ : وقال بعض العلماء : إن نصر بن عاصم أخذ عن أبي الأسود .