ويمكن تقريب معنى كون يحيى بن يعمر بمنزلة شيخ نصر بن عاصم بهذا السند الموجود في سير أعلام النبلاء ٤ : ٤٤١ ترجمة يحيى بن يعمر ت ١٧٠ : ... عمران بن قطّان عن قتادة ، عن نصر بن عاصم ، عن عبد الله بن فطيمة ، عن يحى بن يعمر قال : ... .
وأما الخبر الذي يذكر فيه أنه نقّط المصحف هو ما ذكره ابن خلكان في ترجمة الحجاج بن يوسف الثقفي ، في كتابه وفيات الأعيان ٢ : ٣٢ : وحكى أبو أحمد العسكري في كتابه التصحيف أن الناس غبروا يقرأون في مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه نيفًا وأربعين سنة إلى أيام عبد الملك بن مروان ثم كثر التصحيف وانتشر بالعراق ، ففزع الحجاج بن يوسف الثقفي إلى كتّابه وسألهم أن يضعوا لهذه الحروف المشتبهة علامات ، فيقال : إن النصر بن عاصم قام بذلك فوضع النقط أفراداً وأزواجاً ، وخالف بين أماكنها ، فغبر الناس بذلك زماناً لا يكتبون إلا منقوطاً ، فكان مع استعمال النقط أيضاً يقع التصحيف ، فأحدثوا الإعجام فكانوا يتبعون النقط الإعجام ، فإذا غفل الاستقصاء عن الكلمة فلم توفّ حقوقها اعترن التصحيف ، فالتمسوا حيلة فلم يقدروا فيها إلا على الأخذ من أفواه الرجال بالتلقين .
أقول : وهذه الرواية
التي يصفها الدكتور صبحي الصالح بالغريبة ـ من كلام الصالح يتضح أن راويها أبا أحمد العسكري اعتاد نقل الغرائب ـ مبهمة تعجز عن تحديد أول من نقط المصحف ، ناهيك عن عدم إمكان قبول دلالتها ؛ لأن صاحب الوفيات ذكر أن الحجاج قد أمرهم ليضعوا على الحروف المشتبهة علامات ، فهذا يعني أنه قد أمرهم بتنقيطه نقط إعجام للتمييز بين