قائمة الکتاب
فصل في معنى الآية : (لقد ابتغوا الفتنة من قبل ..)
١٠٩فصل في معنى السبيل
٢٧فصل في بيان أصل الخوض
٣٧سورة يونس
سورة هود
البحث
البحث في اللّباب في علوم الكتاب
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٠ ]
![اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٠ ] اللّباب في علوم الكتاب](https://stage-book.rafed.net/_next/image?url=https%3A%2F%2Flib.rafed.net%2FBooks%2F3102_allubab-fi-ulum-alkitab-10%2Fimages%2Fcover.jpg&w=640&q=75)
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٠ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :622
تحمیل
فإن قيل : كتب في المصح ف «ولا أوضعوا» بزيادة ألف. أجاب الزمخشريّ «أنّ الفتحة كانت تكتب ألفا قبل الخطّ العربي ، والخطّ العربي اخترع قريبا من نزول القرآن ، وقد بقى من ذلك الألف أثر في الطباع ، فكتبوا صورة الهمزة ألفا ، وفتحتها ألفا أخرى ، ونحوه (أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ) [النمل : ٢١]. يعني : في زيادة الألف بعد «لا» وهذا لا يجوز القراءة به ومن قرأ به متعمدا يكفّر».
قوله : «يبغونكم» في محلّ نصب على الحال ، من فاعل «أوضعوا» أي : لأسرعوا فيما بينكم ، حال كونهم باغين ، أي : طالبين الفتنة لكم ، ومعنى الفتنة : افتراق الكلمة.
قوله : (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) هذه الجملة يجوز أن تكون حالا من مفعول «يبغونكم» أو من فاعله ، وجاز ذلك ؛ لأنّ في الجملة ضميريهما. ويجوز أن تكون مستأنفة ، والمعنى : أنّ فيكم من يسمع لهم ، ويصغي لقولهم.
فإن قيل : كيف يجوز ذلك على المؤمنين مع قوة دينهم؟.
فالجواب : لا يمتنع لمن قرب عهده بالإسلام أن يؤثر قول المنافقين فيهم ، أو يكون بعضهم مجبولا على الجبن والفشل ؛ فيؤثر قولهم فيهم ، أو يكون بعض المسلمين من أقارب رؤساء المنافقين فينظرون إليهم بعين الإجلال والتّعظيم ؛ فلهذا الأسباب يؤثر قول المنافقين فيهم ويجوز أن يكون المراد : وفيكم جواسيس منهم ، يسمعون لهم الأخبار منكم ، فاللّام على الأوّل للتقوية لكون العامل فرعا ، وفي الثاني للتعليل ، أي : لأجلهم. ثم قال تعالى : (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ) الذين ظلموا أنفسهم بكفرهم ونفاقهم ، وظلموا غيرهم بسبب أنهم سعوا في إلقاء غيرهم في وجوه الآفات.
فصل
(لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ). أي : طلبوا صد أصحابك عن الدّين وردهم إلى الكفر ، وتخذيل النّاس عنك قبل هذا اليوم ، كفعل عبد الله بن أبيّ يوم أحد حين انصرف عنك بأصحابه. وقال ابن جريج : هو أنّ اثني عشر رجلا من المنافقين ، وقفوا على ثنية الوداع ليلة العقبة ، ليفتكوا بالنبي صلىاللهعليهوسلم (١).
قوله : (وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ). قرأ مسلمة (٢) بن محارب «وقلبوا» مخففا. والمراد بتقليب الأمر : تصريفه وترديده ، لأجل التدبر والتأمل فيه ، أي : اجتهدوا في الحيلة والكيد لك يقال للرجل المتصرف في وجوه الحيل : فلان حوّل قلب ، أي : يتقلب في وجوه الحيل.
ثم قال تعالى : (حَتَّى جاءَ الْحَقُ) أي : النصر والظفر.
__________________
(١) ذكره الرازي في «تفسيره» (١٦ / ٦٧).
(٢) ينظر : الكشاف ٢ / ٢٧٧ ، المحرر الوجيز ٣ / ٤١ ، البحر المحيط ٥ / ٥٢ ، الدر المصون ٣ / ٤٧٠.