اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١١ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في اللّباب في علوم الكتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

قيل : المعنى أنك تتهمنا في هذا الأمر ؛ لأنك خفتنا في الابتداء ، واتهمتنا في حقه.

وقيل : المعنى لا تصدقنا ؛ لأنه لا دليل لنا على صدقنا وإن كنا صادقين عند الله تعالى.

فصل

احتجوا بهذه الآية على أن الإيمان في اللغة عبارة عن التصديق لقوله تعالى : (وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا) ، أي بمصدق.

روي أن امرأة تحاكمت إلى شريح فبكت ، فقال الشعبي : يا أبا أمية (١) : أما تراها تبكي؟ قال : قد جاء إخوة يوسف يبكون وهم ظلمة كذبة لا ينبغي للإنسان أن يقضي إلا بالحق (٢).

قوله تعالى : (وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ) الآية (عَلى قَمِيصِهِ) في محل نصب على الحال من الدم.

قال أبو البقاء (٣) : «لأن التقدير : جاءوا بدم كذب على قميصه». يعني أنه لو تأخر لكان صفة للنكرة. ورد الزمخشري هذا الوجه.

قال «فإن قلت : هل يجوز أن تكون حالا متقدمة؟.

قلت : لا ، لأن حال المجرور لا يتقدم عليه».

وهذا الذي رد به الزمخشري أحد قولي النحاة ، قد صحح جماعة جوازه ؛ وأنشدوا : [الطويل]

٣٠٦٥ ـ ...........

فلن يذهبوا فرغا بفتل حبال (٤)

وقول الآخر : [الطويل]

٣٠٦٦ ـ لئن كان برد الماء هيمان صاديا

إليّ حبيبا إنّها لحبيب (٥)

وقول الآخر : [الخفيف]

٣٠٦٧ ـ غافلا تعرض المنيّة للمر

ءفيدعى ولات حين إباء (٦)

وقال الحوفيّ : (عَلى قَمِيصِهِ) : متعلق ب «جاءوا» ، وفيه نظر ؛ لأنّ مجيئهم لا يصلح أن يكون على القميص.

وقال الزمخشري (٧) : «فإن قلت : (عَلى قَمِيصِهِ) ما محله؟ قلت : محلّه النّصب على

__________________

(١) في أ : أمامه.

(٢) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٣ / ١٥) وعزاه إلى ابن المنذر.

(٣) ينظر : الإملاء ٢ / ٥٠.

(٤) تقدم.

(٥) تقدم.

(٦) تقدم.

(٧) ينظر : الكشاف ٢ / ٤٥١.