والتوسّم : تفعل من الوسم ، والوسم أصله : التّثبت ، والتّفكر مأخوذ من الوسم ، وهو التّأثير بحديد في جلد البعير ، أو غيره.
وقال ثعلب : الواسم النّاظر إليك من [قرنك](١) إلى قدمك ، وفيه معنى التّثبيت.
وقال الزجاج : حقيقة المتوسّمين في اللغة : المتثبتون في نظرهم حتّى يعرفوا سمة الشيء ، وصفته وعلامته وهو استقصاء وجوه التّعرف قال : [الكامل]
٣٢٨٧ ـ أو كلما وردت عكاظ قبيلة |
|
بعثت إليّ عريفها يتوسّم (٢) |
وقيل : هو تفعّل من الوسم ، وهو العلامة ، توسّمت فيك خيرا ، أي : ظهر لي ميسمه عليك.
قال ابن رواحة يمدح النبي صلىاللهعليهوسلم : [البسيط]
٣٢٨٨ ـ إنّي توسّمت فيك الخير أعرفه |
|
والله يعلم أنّي ثابت البصر (٣) |
وقال آخر : [الطويل]
٣٢٨٩ ـ توسّمته لمّا رأيت مهابة |
|
عليه ، وقلت المرء من آل هاشم (٤) |
ويقال : اتّسم الرّجل ، إذا اتّخذ لنفسه علامة يعرف بها ، وتوسّم : إذا طلب كلأ الوسمي ، أي : العشب النّابت في أوّل المطر.
واختلف المفسّرون : فقال ابن عبّاس ـ رضي الله عنهما ـ للنّاظرين (٥).
وقال مجاهد للمتفرّسين (٦) ، وقال قتادة للمعتبرين (٧) ، وقال مقاتل للمتفكرين (٨).
__________________
(١) في ب : فرقك.
(٢) البيت لطريف بن تميم العنبري ينظر : الكتاب ٤ / ٧ ، معاهد التنصيص ١ / ٢٠٤ ، المنصف ٣ / ٦٦ ، ودلائل الإعجاز ١١٦ ، الأصمعيات ١٢٧ ، شواهد التلخيص ١ / ٢٠٤ ، شرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٨٩ ، شرح شواهد الشافية ص ٣٧٠ ، ولسان العرب «ضرب» ، «عرف» ، أدب الكاتب ص ٥٦١ ، الأشباه والنظائر ٧ / ٢٥٠ ، جمهرة اللغة ص ٣٧٢ ، ٧٦٦ ، ٩٣٠ ، البحر المحيط ٥ / ٤٥٠ ، القرطبي ١٠ / ٤٣ ، روح المعاني ١٤ / ٧٤ والدر المصون ٤ / ٣٠٥.
(٣) ينظر : الديوان ١٥٩ ، الروض الأنف ٧ / ١١ ، شرح المغني للسيوطي ٢٩٣ ، وحاشية الأمير ٩٢ والبحر المحيط ٥ / ٤٤٤ ، والقرطبي ١٠ / ٤٣ ، روح المعاني ١٤ / ٧٤ والدر المصون ٤ / ٣٠٥.
(٤) البيت لأعرابي مجهول. ينظر : القرطبي (٥ / ٤٥٣) ، البحر المحيط ٥ / ٤٤٤ ، الخزانة ٣ / ٥٠٢ ، الدر المصون ٤ / ٣٠٥.
(٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧ / ٥٢٨) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٩٢) وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم ، وذكره البغوي (٣ / ٥٥).
(٦) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧ / ٥٢٨) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٩٢) وزاد نسبته إلى ابن المنذر. وذكره البغوي في «تفسيره» (م / ٥٥).
(٧) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٧ / ٥٢٨) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٤ / ١٩٢) وزاد نسبته إلى عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ في العظمة. وذكره البغوي في «تفسيره» (٣ / ٥٥).
(٨) ذكره البغوي في «تفسيره» (٣ / ٥٥).