غروب الشمس إلى مساء اليوم التالي.
وفي غير ذلك يصومون تذكارا للرزايا التي وردت عليهم فخصصوا أربعة أيام للصوم حزنا بعد خراب الهيكل الأول ، وهي اليوم التاسع من الشهر الرابع من كل سنة ، وهو يوم استيلاء الكلدان على القدس. واليوم العاشر من الشهر الخامس ، وهو يوم احتراق الهيكل والمدينة. واليوم الثالث من الشهر السابع ، وهو يوم استباحة نبوخذ نصّر لاورشليم قتلا ونهبا. واليوم العاشر من الشهر العاشر ، وهو يوم ابتداء حصار القدس.
وأما النصارى ـ على اختلاف مذاهبهم ـ فهم متفقون على وجوب الصوم في الجملة فقد ورد في إنجيل [متى ٦ ر ١٦] «ومتى صمتم فلا تكونوا عابسين كالمرائين ، فإنّهم يغيرون وجوههم لكي يظهروا للناس صائمين ، الحق أقول لكم إنّهم قد استوفوا أجرهم ، وأما أنت فمتى صمت فادهن رأسك واغسل وجهك لكي لا تظهر للناس صائما». وقد نسب إلى السيد المسيح أنّه صام أربعين يوما بلياليها.
والصوم عندهم مفروض في أزمنة معينة خاصة وإن اختلفوا في قواعده فإنّه عند أكثرهم الانقطاع عن المأكل من نصف الليل إلى الظهر ، فالكاثوليك منهم الصيام عندهم كثير وشديد ، وهو عندهم : الإمساك عن الطعام والشراب يومهم وليلهم ولا يأكلون إلا قرب المساء ، وإذا أفطروا لا يشربون خمرا ، ولا يتأنقون في المأكل ، والفرض عندهم هو الصوم الكبير السابق لعيد الفصح وما سواه فهو نفل ، وهو كثير كصوم يوم الأربعاء تذكارا للحكم على السيد المسيح ويوم الجمعة يوم صلبه ، وكذا صوم الأيام الأربعة السابقة للميلاد وعيد انتقال العذراء ، وعيد جميع القديسين ، هذا ما كان عليه الكاثوليك أول الأمر ولكن جرت تغييرات في فروض الصوم حتى صار صوم كثير من الأيام السابقة فرضا ، ومن ذلك وجوب الصوم والانقطاع عن اللحم يوم الجمعة ما لم يقع يوم عيد ، وأضيف إليه يوم السبت أيضا. ومن ذلك صوم البارامون أي : صوم الاستعداد للاحتفال بالأعياد الكبرى.
وأما الروم الآثوذكس فأيام الصيام عندهم أكثر ، وقوانينهم أشد ، وأهمها