أربعة أولها : الصوم السابق لعيد الفصح. الثاني : من العنصرة إلى آخر حزيران. الثالث : خمسة عشر يوما قبل انتقال العذراء. الرابع : أربعون يوما قبل الميلاد.
وأما الأرمن والقبط والنساطرة فهم أشد الملل النصرانية في الصوم وأكثرها صوما ، وهو عندهم إجباري لا يجري فيه من التساهل ما يجري عند غيرهم ، فإنّ الأرمن يصومون الأربعاء والجمعة من كل أسبوع إلا ما وقع منهما بين الفصح والصعود ، ولهم أيضا عشرة أسابيع يصومونها كل سنة. وبالجملة إنّ الصّوم عندهم يذهب بنصف السنة.
وأما البروتستانت فالصوم عندهم سنة حسنة لا فرض واجب ، وهو عندهم الإمساك عن الطعام مطلقا بخلاف سائر الطوائف المسيحية فإنّ الصوم عندهم الانقطاع عن بعض المآكل كما عرفت.
والصوم عند المسلمين هو الإمساك عن الأكل والشرب وغيرهما من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، وفيه من الشروط والآداب والأحكام ما لم يكن لغيرهم ، ولذا يفسده عندهم ما لا يفسده عند غيرهم.
وأما الفرض عندهم هو شهر رمضان ، وغيره نفل يعم السنة إلا ما كان محرما كصوم يومي العيدين ، وله أحكام كثيرة عندهم فلتراجع الكتب الفقهية.
وأما الصوم عند غير الأديان الإلهية ، فالمصريون القدماء كانوا يصومون تعبدا لا يزيس واليونان لذيميتيز ـ آلهة الزراعة ـ وكذا إذا أراد أحدهم أن ينخرط في زمرة المطلعين على أسرار كيبلي استعد لذلك بصوم عشرة أيام.
وأما الرومان فقد كانوا أكثر صوما من اليونان ، ولهم أيام معلومة يصومونها كل عام تعبدا لزفس وسيريس ، وإن ألمّت بهم حادثة صاموا استعطافا لمعبوداتهم.
وأما الهنود فقد فاقوا جميع الأمم بالصيام حتى إنّهم يقضون أياما لا يأكلون ولا يشربون ويألفونه صغارا فلا يوهن قواهم كثرته كبارا.