العاقل يستفيد أنّه تعالى نفى عنهما جميع المنافع لما أثبت الإثم الكبير فيهما ، فإنّ المنافع إما دنيوية أو أخروية ، ولا وجه لثبوت الأخيرة مع وجود الإثم الكبير بل لا يمكن اجتماعهما في مورد.
وأما المنافع الدنيوية فهي إنّما يرغب إليها الإنسان إذا جلبت له الخير أو دفعت عنه الضّرر وهما منفيان في الخمر والميسر سوى ما يتخيل من المنفعة اليسيرة الوهمية ولا يقدم عليها عاقل. ومن ذلك يستفاد أنّ الخمر والميسر يخلوان من الخير مطلقا.
وقد تصدّى العلماء في مختلف العلوم لذكر أضرارهما ومفاسدهما الفردية والاجتماعية ، فذكر الأطباء تأثير الخمر على صحة الإنسان وما تجلبه من الأسقام والآلام ، واعتبر علماء النفس الخمر من أشد الأشياء تأثيرا على النفس لأنّها تسبب الأمراض النفسية التي تعاود صاحبها حتّى الممات ، وقد بحث عنهما علماء الدّين من حيث تأثيرهما في سعادة الإنسان وشقاوته في الدنيا والآخرة.
وأما أضرارهما الاقتصادية فهي غير خفية على أحد حتّى اعتبرهما علماء الاقتصاد من الأسباب التي تعيق الكمال الاقتصادي في المجتمعات ولا أظنّ أنّ موضوعا كان له هذه الأهمية والتأثير من جوانب متعددة في حياة الإنسان المادية والمعنوية والصحية النفسية والعقلية الفردية والاجتماعية ، ولأجل ذلك ورد عن نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : «أنّ الخمر رأس كلّ إثم».
وعن الباقر والصّادق (عليهماالسلام) : «إنّ الله جعل المعصية بيتا ثم جعل للبيت بابا وجعل للباب غلقا ، ثم جعل للغلق مفتاحا فمفتاح المعصية الخمر» ، وعن الصادق (عليهالسلام) : «إنّ الخمر أم الخبائث ورأس كلّ شر».
وعن الباقر (عليهالسلام) : «أفاعيل الخمر تعلو على كلّ ذنب كما تعلو شجرتها على كلّ شجرة».
وعن الأئمة الهداة (عليهمالسلام) : «إنّ الله جعل للشر أقفالا وجعل