لأنّه يصير الإنسان في حالة تغلب عليه الشهوة فلا يتوجه إلى فعله كما هو واضح.
الرابع : يدل قوله تعالى : (مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ) على أنّه وراء هذا الحكم الشرعي أمر مكتوب من عند الله جعله في الزواج الذي لا بد من ابتغائه في هذه الحياة لتسلم عن المشكلات وتبتعد عن الشقاء.
وإطلاقه يشمل ما أمره الله من حيث كيفية المعاشرة والمخالطة ، وحسن الأخلاق ، وابتغاء النّسل الصّالح وغير ذلك مما له دخل في هذه الحياة التي أحبّ الله تعالى أن تكون هنيئة سعيدة.
الخامس : يستفاد من قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) الجانب الخلقي في الأحكام الشرعية التي أنزلها الله تعالى من حيث إنّها جاءت لتكميل النفوس الناقصة بإتيان ما أمره الله تعالى والانتهاء عن نواهيه وتطهيرها عن القذارات المعنوية بالابتعاد عن سفاسف الأمور ورذائل الأخلاق.
السادس : يستفاد من صيغة الجمع في التوابين والمتطهرين والمبالغة فيهما تعميم التوبة والتطهير بالنسبة إلى جميع الذنوب صغائرها وكبائرها وتكرارها والإدامة عليها بالاستغفار أو بإتيان الوظائف الشرعية وحسن التطهير عن جميع القذارات الحسية والمعنوية كالأخلاق الرذيلة والعلوم الباطلة والإدامة على الطهارة وتكرارها.
السابع : يستفاد من قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) حسن الثواب لمن يتبع أوامر الله تعالى وينتهي بنواهيه لا سيّما في المقام الذي تهيج فيه القوى الشهوية والنزوات الشيطانية ، ولذا ورد في بعض الأخبار أنّ المرأة إذا عملت بوظائفها حال الحيض يكون ثوابها كثواب الشهيد في سبيل الله تعالى.
الثامن إنّما كرّر سبحانه وتعالى «الحب» لبيان تعدد الموضوع والاهتمام بهما ، وهما قد يجتمعان وقد يفترقان. مع أنّ تكرار لفظ الحب محبوب في حد نفسه وأنّه يوجب زيادة الترغيب.