التاسع : يستفاد من قوله تعالى : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ) احتياج المجتمع الإنساني في بقاء النوع إلى النساء كاحتياجهم إلى الزرع ، وأنّهنّ الجزء المكمّل لهذا المجتمع بل الأصل في مادته ، وبالتآلف معهنّ تتم الحياة السعيدة وفي هذا التعبير كمال العطف بهنّ وفيه من حسن الأسلوب وروعة البيان ما لا يخفى.
العاشر : يدل قوله تعالى : (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ) الاهتمام بتربية الأولاد ، لأنّهم أهمّ شيء يقدمه الإنسان لنفسه كما قال نبينا الأعظم (صلىاللهعليهوآله) : «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : ولد صالح يستغفر له ، وصدقة جارية ، ومصحف يقرأ فيه» وفي قوله تعالى : (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ) [البقرة ـ ١١٠] ، بيان وشرح لمثل هذه الآية.
الحادي عشر : إطلاق قوله تعالى : (وَقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ) يشمل جميع ما يصلح لأن يقدم للآخرة من الأعمال الصالحة أو الأخلاق الفاضلة أو المعتقدات الحقة كما يستفاد منه كمال الترغيب إلى ذلك والاهتمام بالتقوى.
الثاني عشر : يستفاد من قوله تعالى : (وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ مُلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) نهاية الاهتمام بمراقبة النفس والتحذير وعن المعاصي كما يستفاد البشارة لمن عمل بذلك وأنّ مراقبة النفس والعمل بالأحكام الإلهية من مقوّمات الإيمان وتدل على ذلك آيات كثيرة.