أمّ إسماعيل عطش الصبيّ ولم يكن بمكّة ماء ، فأتت هاجر إلى الصفا ، فصعدت فوقها ، ثمّ نادت : هل بالوادي من أنيس؟ فلم يجبها أحد ، فرجعت إلى المروة حتّى فعلت ذلك سبعا ، فأجرى بذلك سنّة.
قال : فأتاها جبرئيل وهي على المروة ، فقال لها : من أنت؟ فقالت : أنا أمّ ولد إبراهيم. فقال : إلى من ترككما (١)؟ قالت : إلى الله تعالى ، فقال : ولقد وكلكما إلى كاف.
قال : وفحص الصبيّ برجله (٢) فنبعت زمزم ، ورجعت هاجر إلى الصبيّ ، فلمّا رأت الماء قد نبع جمعت التراب حوله ولو تركته لكان سيحا.
قال : ومرّ ركب من اليمن يريد سفرا فلمّا رأوا الطير قد حلقت قالوا : وما حلقت إلّا على ماء ، وقد كانوا يتجنّبون منه ، لأنّه لم يكن بها ماء ، فأتوهم فأطعموهم وسقوهم ، وكان الناس يمرّون بمكّة ، فيطعمونهم من الطعام وهم يسقونهم من الماء (٣).
[١٢٠ / ١٤] ـ وعن ابن بابويه عن أبيه ، حدّثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمّد ، عن عليّ بن النعمان ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر الحضرميّ قال :
__________________
(١) في «ر» «س» «ص» : (ترككم) ، وفي العلل : (وكلكم).
(٢) في «ص» : (وفحص الصبي رجله) ، وفي العلل والبحار : (ففحص الصبي برجله).
(٣) رواه البرقيّ في المحاسن ٢ : ٣٣٧ / ١١٩ باختلاف يسير : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١١٣ / ٤٣.
ورواه الكلينيّ في الكافي ٤ : ٢٠٢ / ٢ : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية ابن عمّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٠٦ / ١٩ ومنتقى الجمان ٣ : ٢٨.
ورواه الصدوق في علل الشرائع ٢ : ٤٣٢ / ١ عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبد الله عليهالسلام .. وعنه في بحار الأنوار ١٢ : ١٠٦ / ١٩ وج ٩٦ : ٢٣٣ / ٣ ووسائل الشيعة ١٣ : ٤٧ / ١٠ وتفسير نور الثقلين ١ : ١٤٥ / ٤٦١ وتفسير كنز الدقائق ١ : ٣٨٦.