أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي) ، فلمّا بلغ يوسف رسالة الملك ، قال : كيف أرجو كرامته وقد عرف براءتي وحبسني سنين ، فلمّا سمع الملك أرسل إلى النسوة فقال : ما خطبكنّ؟ (١)
(قُلْنَ حاشَ لِلَّهِ ما عَلِمْنا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ)(٢).
فأرسل إليه وأخرجه من السجن ، فلمّا كلّمه أعجبه كماله (٣) وعقله ، فقال له : اقصص رؤياي فإنّي اريد أن أسمعها منك ، فذكره يوسف كما رأى وفسّرها قال الملك : صدقت ، فمن لي بجمع ذلك وحفظه؟ فقال يوسف : إنّ الله تعالى أوحى إليّ أنّي مدبّره والقيّم به في تلك السنين ، فقال له الملك : صدقت دونك خاتمي وسريري وتاجي.
فأقبل يوسف على جمع الطعام في السنين السبع الخصيبة يكبسه في الخزائن في سنبله ، ثمّ أقبلت السنون الجدبة فأقبل يوسف عليهالسلام على بيع الطعام ، فباعهم في السنة الأولى بالدراهم والدنانير ، حتّى لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم إلّا صار في مملكة يوسف عليهالسلام.
وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر حتّى لم يبق بمصر حليّ ولا جواهر إلّا صار في مملكة يوسف عليهالسلام.
وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي حتّى لم يبق بمصر وما حولها دابّة ولا ماشية إلّا صارت في مملكة يوسف.
وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والإماء حتّى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا أمة إلّا وصار في مملكة يوسف.
__________________
(١) في حاشية نسخة «ص» : (أي ما شأنكم وحالكم).
(٢) يوسف : ٥١.
(٣) في «ر» «س» : (وأعجبه كلامه).