أتتّخذنا هزوا ، نسألك من قتل هذا؟ تقول : اذبحوا بقرة.
قال : أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ، ولو انطلقوا إلى بقرة لأخبرت (١) ولكن شدّدوا فشدّد الله عليهم ، قالوا : ادع لنا ربّك يبيّن لنا ما هي؟ قال : إنّه يقول : إنّها بقرة لا ذلول (٢) ، فرجعوا إلى موسى وقالوا : لم نجد هذا النعت إلّا عند غلام من بني إسرائيل ، وقد أبى أن يبيعها إلّا بملئ مسكها (٣) دنانير.
قال : فاشتروها فابتاعوها ، فذبحت قال : فأخذ جذوة من لحمها فضربه فجلس ، فقال له موسى : من قتلك؟ فقال : قتلني ابن أخي الذي يخاصم في قتلي ، قال : فقتل.
فقالوا : يا رسول الله ، إنّ لهذه البقرة لنبأ؟ فقال صلوات الله عليه : إنّها كانت لشيخ من بني إسرائيل وله ابن بارّ به ، فاشترى الابن بيعا فجاء لينقدهم الثمن ، فوجد أباه نائما ، فكره أن يوقظه والمفتاح تحت رأسه ، فأخذ القوم متاعهم فانطلقوا ، فلمّا استيقظ قال له : يا أبت ، إنّي اشتريت بيعا كان لي فيه من الفضل كذا وكذا ، وإنّي جئت لأنقدهم الثمن ، فوجدتك نائما وإذا المفتاح تحت رأسك ، فكرهت أن أوقظك ، وأنّ القوم أخذوا متاعهم ورجعوا.
فقال الشيخ : أحسنت يا بنيّ ، فهذه البقرة لك بما صنعت وكانت بقيّة كانت لهم ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : انظروا ماذا صنع به البرّ (٤).
__________________
(١) في البحار : (لأجيزت) ، وفي عيون أخبار الرضا عليهالسلام : (لأجزأتهم) بدلا من : (لأخبرت) ، وفي «ص» : (شدّوا) بدلا من : (شددوا).
(٢) في «ر» زيادة : (تثير الأرض ولا تسقي الحرث).
(٣) في «ر» : (جلدها).
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ٢٦٥ / ٣.
وورد مثله في عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٦ / ٣١ مع تفصيل أكثر : عن أبيه ، عن عليّ بن موسى بن ـ