أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عمّن ذكره ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : قال موسى لهارون عليهماالسلام : امض بنا إلى جبل طور سيناء ، ثمّ خرجا فإذا بيت على بابه شجرة عليها ثوبان (١) ، فقال موسى لهارون : اطرح ثيابك وادخل هذا البيت ، والبس هاتين الحلّتين ، ونم على السرير ، ففعل هارون ، فلمّا أن نام على السرير قبضه الله إليه وارتفع البيت والشجرة.
ورجع (٢) موسى إلى بني إسرائيل ، فأعلمهم أنّ الله قبض هارون ورفعه إليه ، فقالوا : كذبت أنت قتلته ، فشكى موسى عليهالسلام ذلك إلى ربّه ، فأمر الله تعالى الملائكة فأنزلته على سرير بين السماء والأرض (٣) حتّى رأته بنو إسرائيل ، فعلموا أنّه مات (٤).
[٢٢٨ / ٥٣] ـ وبإسناده ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : أنّ ملك الموت أتى موسى عليهالسلام فسلّم عليه ، فقال : من أنت؟ فقال : أنا ملك الموت ، قال : فما جاء بك؟
قال : جئت لأقبض روحك ، وإنّي أمرت أن أتركك حتّى يكون الذي تريد ،
__________________
(١) في النسخ : (كثبان) ، والمثبت عن بحار الأنوار.
(٢) في «ص» «م» : (ورفع).
(٣) في «ر» «س» : (من السماء إلى الأرض) بدلا من : (بين السماء والأرض).
(٤) عنه في بحار الأنوار ١٣ : ١٧٨ / ١٣ وقصص الأنبياء للجزائريّ : ٣٥٠.
ورواه ابن طاوس في سعد السعود : ٢١٢ بالمضمون.
وروى الطبرسيّ في تفسير مجمع البيان ٤ : ٣٦٨ حديث آخر لفظه : رووا عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أنّه قال : «إنّما أخذتهم الرجفة من أجل دعواهم على موسى قتل أخيه هارون ، وذلك أنّ موسى وهارون ، وشبّر وشبير ابني هارون انطلقوا إلى سفح جبل ، فقام هارون على سرير ، فتوفّاه الله ، فلمّا مات دفنه موسى عليهالسلام ، فلمّا رجع إلى بني إسرائيل قالوا : أين هارون؟ قال : توفّاه الله ، فقالوا : لا بل أنت قتلته ، حسدتنا على خلقه ولينه ، قال : فاختاروا من شئتم ، فاختاروا منهم سبعين رجلا ، وذهب بهم ، فلمّا انتهوا إلى القبر ، قال موسى : يا هارون ، أقتلت أم متّ؟ فقال هارون : ما قتلني أحد ، ولكن توفّاني الله ، فقالوا : لن نعصي بعد اليوم ، فأخذتهم الرجفة وصعقوا».