الهجري إلى القرن الرابع الهجري في كتاب النبوّة للشيخ الصدوق ، وهو لا يقلّ أهميّة عن بقيّة تراث الشيخ الذي كان من الأصول المعتبرة ولكنّ ما يؤسف له أنّ هذا الكتاب وصل إلينا بنحو الاختصار عن طريق معتبر ومسند عن الراوندي.
وهذا مطلب خطير لابدّ من إثباته ..
هذا ، وقد أخذت على عاتقها مؤسسة الضحى الثقافيّة جمع وترتيب وإعداد كتاب النبوّة للشيخ الصدوق من كتب مختلفة ، وطبعته في سنة ١٤٢٣ ه ـ فجزاهم الله خير الجزاء ـ ، وبعد الاطّلاع عليه وجدنا أنّ جلّ الأخبار المذكورة فيه قد أخذت من كتاب القصص للراوندي ، ولكن فاتتهم أمور على الرغم من جهدهم المشكور ؛ منها :
١ ـ عدم احتواء الكتاب على مقدّمة ضافية ودراسة وافية تشير فيها إلى أنّ روايات كتاب القصص مأخوذة من كتاب النبوّة للصدوق رحمهالله.
٢ ـ لم يذكر فيه كثير من الأخبار والروايات الموجودة في كتاب القصص مع أنّها قد نقلت من كتاب النبوّة ؛ وذلك لعدم ابتداء أسانيد بعض الروايات باسم الشيخ الصدوق أو أحد مشايخه ؛ لأنّهم لم يلتفتوا لطريقة تلخيص الأسانيد في كتاب القصص.
فأوجبت علينا الضرورة أن نعمل تحقيقا جديدا لكتاب قصص الراوندي الذي كان الجلّ الأعظم من رواياته وأخباره إنّما هي عن كتاب النبوّة وإظهاره بحلّة جديدة مزيّنة بتقديم واف للمراد وتصحيح وتخريج علميّ يبتني عليه فنّ التحقيق يناسب ذوق العصر ، من أجل أن يقوم تراثنا على قواعد وأسس محكمة وقوية يفهم منها ما عمله علمائنا الماضين ـ رضوان الله عليهم أجمعين ـ.
فأخرجنا الكتاب ضمن أعمالنا في «مكتبة العلّامة المجلسي رحمهالله» لإحياء تراث الشيعة والتي منها مصادر «بحار الأنوار» ، ولله الحمد.