ثانيا : لا شكّ بأنّ المطلب المذكور في كتاب العيون من كتاب العلل للفضل (١) ، والطريق طريق لرواية كتابه ، بقي هنا أنّ طريق القصص من أيّ مصدر؟ والأسامي الواقعة في السند من هي صاحب مصدر الصدوق؟ وهل هو لرواية كتاب الفضل أم هو راوي كتاب ابن أبي عمير؟
ففي الجواب نقول :
لهذه الجهة استعرضنا لجميع السند في كتاب العيون لأن نبيّن ـ للقرّاء الكرام ـ من الطريق الأوّل الذي هو معروف برواية ابن قتيبة النيسابوري التلميذ الخاصّ للفضل وراوي ميراثه (٢) أنّ الحاكم النيسابوري المذكور وعمّه ، هما من رواة ميراث الفضل من كتبه ورواياته لكتب الأصحاب لا غيره.
كما هما غير معروفين وليس لهما كتاب ولا مصنّف ولم يذكرهما الشيخ والنجاشي في فهرستيهما بل عرفا بعنوان رواة ميراث الفضل (٣) ، وليس في السند راو آخر صاحب كتاب إلّا الفضل وابن أبي عمير ، فمن كثرة رواية الصدوق في كتاب النبوّة عن كتاب ابن أبي عمير وتعدّد طرقه إليه ـ كما مرّ ـ ، وأيضا من أنّ الفضل يعدّ من رواة ميراث ابن أبي عمير وكتبه ـ كما هو ظاهر لمن تتبّع كتب الأصحاب وهو خبير على الأسانيد ـ ففي هذا الطريق ـ يعني طريق الصدوق ـ شأن
__________________
(١) الرجال للنجاشي : ٣٠٧ ، الفهرست للطوسي : ٣٦١ ، الذريعة ١٥ : ٣١٢ / ١٩٩٦.
(٢) ترجمه النجاشي فقال عنه : ٢٥٩ / ٦٧٨ : «علي بن محمّد بن قتيبة النيسابوري ـ عليه اعتمد أبو عمرو الكشّي في الرجال ـ أبو الحسن صاحب الفضل بن شاذان وراوية كتبه».
(٣) انظر : اختيار معرفة الرجال ١ : ٤١٢ و ٢ : ٤٥٨ / ٣٥٧ و ٨٢٤ / ١٠٣٧ و ٨٣١ / ١٠٥٦ و ٨٣٣ و ٨٥٥ / ١١٠٥. وذكر الشيخ الطوسي في الرجال : ٤٢٣ / ٦٠٩٦ ذيل ترجمة حيدر بن شعيب بن عيسى الطالقاني ما نصّه : «خاصّي ، نزيل بغداد ، يكنّى أبا القاسم ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ستّ وعشرين وثلاثمائة ، وقال : روى كتب الفضل بن شاذان عن أبي عبد الله محمّد بن نعيم بن شاذان المعروف بالشاذاني ابن أخ الفضل ، وله منه إجازة».