والمترجم له شاب يحمل عقل الشيوخ ، وإنسان يتصف بصفات الإنسان الصحيح ، عرفته منذ طفولته فلم أجد فيه همزة أو غمزة ، ولاحظته وهو يختلف على مجالس أهل العلم فكان يصغي لما يدور فيها من حوار علمي ، فإذا وجد الظرف ملائما والمجادل قد اتّصف بالهدوء النفسي نزل إلى ساحة النقاش معه ، وهذه أبرز الظواهر التي شاهدتها منذ خمس وعشرين عاما حتى الآن في والده ـ حفظه الله ـ وبذلك لم أجد من أولاد العلماء من تأثر بخلق أبيه كصاحبنا الذي جمع بين جمال الخلق وحسن الخلق (١).
وقال عنه صاحب ماضي النجف وحاضرها :
الشيخ محمد تقي ابن الشيخ عبد الرسول ابن الشيخ شريف ، ولد في النجف يوم الخامس والعشرين من جمادى الأولى سنة (١٣٤٠ ه) ، ربّاه والده تربية أهل العلم ، وهذبه تهذيب أهل الكمال ، فهو مع صغر سنّه يحمل أخلاقا فاضلة وخلالا حميدة ، ويضم مع حسن خلقه الفضل والأدب فينظم الشعر ويحسن صوغه ، وهو مع ذلك محافظ على محلّه العلمي ووقته الثمين الذي لا يصرفه إلّا في خدمة والده وما يتوخاه من طلب العلم (٢).
وقال عنه صاحب معجم رجال الفكر والأدب في النجف :
محمد تقي ابن الشيخ عبد الرسول ابن الشيخ شريف ولد (١٣٤٠ / ١٩٢٢).
عالم فاضل مجتهد جليل ، شاعر نحرير من أجلاء المشتغلين في الفقه والأصول.
ولد في النجف الأشرف وأنهى مقدّمات العلوم وحضر على والده وعلى السيّد أبو القاسم الخوئي ، والسيّد محسن الحكيم ، وتصدّى للتدريس ، ينظم الشعر ويحسن
__________________
(١) شعراء الغري أو النجفيات ، علي الخاقاني ٧ : ٣٣٧.
(٢) ماضي النجف وحاضرها ٢ : ١٢٦ / ٢١.