السيستاني حفظه الله تعالى والسيّد محمد كلانتر والشيخ البروجردي والشيخ الغروي وسوقهم نحو طريق كربلاء تمهيدا لأخذهم إلى بغداد ، يقول الشيخ محمد : أوقفونا في طريق كربلاء وكانت طائرة نائب رئيس الجمهورية «طه ياسين رمضان» موجودة في الطريق : فرأيت ذلك الشاب الذي كان يتكلّم معه الشيخ ضدّ النظام البعثي ، وهو يعاملنا بكراهية وحقد ، فتذكرت ذلك المنظر وتذكرت أنّ الشيخ قد اعتقل بعد تلك المحاورة بيومين أو ثلاثة ، فعرفت انه أحد الأسباب أو السبب الأكبر في استشهاد الشيخ.
وهكذا حصلت نبوءة الشيخ.
أقول : لم يكن الشيخ معروفا بالتنبؤات ، ولا نعرف السرّ في قوله للبناء تلك المقولة والله العالم بالسرائر.
ولهذه الأمور ولغيرها من المواقف الجريئة الحقّة التي كانت للشيخ ضدّ الزمرة الصدّامية الحاقدة على الدين «رغم مجاملتهم للعلماء والمراجع حيث كانوا يزورون الشيخ رحمهالله في شهر رمضان نيابة عن رئيس الجمهورية أحمد حسن البكر أو صدّام ويقدّمون قرآنا هدية من الرئيس للوالد رحمهالله» فقد جاءوا إليه في ذات ليلة يقولون له : إن محافظ النجف عازم على زيارتكم ، ولكن جاءه ضيوف من بغداد لذا أمرنا أن نكون بخدمتكم لنقلكم إليه لمدّة خمسة دقائق لأمر هامّ ليكون بخدمتكم ، وما كان من الشيخ إلّا أن يستجيب لهم ؛ لأنه يعلم أنه لا يتركونه عند اعتذاره ، فخرج معهم ولم يعد إلى البيت ، وكان ذلك في ليلة ٢٠ / جمادى الأولى / ١٤٠٠ ه ، المصادف ليلة ١٧ / فروردين / ١٣٥٩ ه. ش ، المصادف ٦ / أبريل / ١٩٨٠ م.
أقول : إن القرائن تشير إلى أن النظام البعثي الصدامي قد عزم على مهاجمة الجمهورية الإسلامية في إيران وإلغاء اتفاقية الجزائر ، وضمّ منطقة خوزستان إلى العراق ؛ لأنها عربية وتركيع النظام القائم في طهران أو إسقاطه وكان يعدّ العدة لذلك ، ومن أعماله التي قام بها لتهيئة الأجواء لذلك الهجوم هو تسفير عدد كبير من