فدوّنوا كتبهم في الإمامة والوصيّة ـ منذ العصور الإسلاميّة الأولى ـ بشكل مرويّات عن أئمّة آل محمّد صلىاللهعليهوآله ، وخير شاهد ودليل على ذلك كتاب « سليم بن قيس الهلاليّ » الّذي يعدّ أقدم ما وصلنا في هذا المضمار ، إضافة إلى كثير في كتب أصحاب الأئمّة عليهالسلام الّتي لم يصلنا أكثرها بسبب الظلم والاضطهاد وقسوة المدرسة المقابلة الّتي تمتلك القدرة الفعليّة وتقمع المعارضين.
بسبب هذا الصراع الفكريّ والعقائديّ ، كثرت التآليف في الإمامة عموما بجميع تفاصيلها ومفرداتها ، وفي الوصيّة ـ وصيّة النبي صلىاللهعليهوآله بالخلافة لعليّ وأبنائه الأئمّة المعصومين عليهمالسلام ـ خصوصا ، وهو ما يهمّنا في هذا البحث ، باعتبار أنّ كتاب « الطّرف » مختصّ بوصيّة النبيّ صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام بالإمامة له ولولده عليهمالسلام ، وكيفيّة أخذه صلىاللهعليهوآله البيعة لعليّ عليهالسلام ، ووصيّته له بأن يدفنه هو ولا يدفنه غيره ، وما إلى ذلك من مواضيع تدور كلّها في مدار الوصيّة.
وبنظرة عجلى حول ما ألّف تحت عنوان « الوصيّة » ، وجدنا الكتب التالية للمتقدّمين :
١ ـ « الوصيّة والإمامة » لأبي الحسن عليّ بن رئاب الكوفيّ ، من أصحاب الصادق والكاظم عليهماالسلام ، ممّا يعني أنّه كان حيّا بعد سنة ١٤٨ ه. ق. وهي سنة تولّي الإمام الكاظم عليهالسلام للإمامة.
٢ ـ « الوصيّة والردّ على منكريها » ، لشيخ متكلّمي الشيعة ، أبي محمّد ، هشام ابن الحكم الكوفي ، المتوفّى سنة ١٩٩ ه.
٣ ـ « الوصيّة » لمحمّد بن سنان ؛ أبي جعفر الزاهريّ ، من ولد زاهر مولى عمرو ابن الحمق الخزاعيّ ، يروي عن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام ، توفّي سنة ٢٢٠ ه.
٤ ـ « الوصيّة » لعيسى بن المستفاد البجلي ، أبي موسى الضرير ، الراوي عن الكاظم عليهالسلام ، وأبي جعفر الثاني الإمام الجواد عليهالسلام ، توفّي سنة ٢٢٠ ه.
٥ ـ « الوصيّة » لأبي إسحاق إبراهيم بن محمّد بن سعيد الثقفي ، وهو من ولد عمّ المختار الثقفيّ ، توفّي سنة ٢٨٣ ه.