والمتأخّرين ـ إلى وقت ليس بالبعيد عنّا ، هو رواية كلّ كتاب أو مصنّف أو أصل ـ ألّفه أصحاب الأئمّة عليهمالسلام أو غيرهم بأسانيد وطرق ، أعلاها المصنّف عن الإمام عليهالسلام ـ كما هو الحال في كتاب الوصيّة ـ وأدناها من وصلت إليه تلك الكتب عبر تلك الأسانيد.
ومعلوم أنّ أجود ما صنّف وألّف هو الأصول الأربعمائة ، مع أصول أخرى معتبرة أيضا ، وهي عمدة التراث الشيعي حتّى يومنا هذا ؛ ولأجل ذلك تصدّى المحدّثون من حفظة الشريعة المحمّدية ـ على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام ـ إلى جمع أحاديثها وترتيب أبوابها ، لإخراجها بشكل منظّم وبتصنيف آخر سهل المتناول.
وما الكافي والتهذيبان والفقيه إلاّ مظهر آخر لتلك الأصول المستفاد عن الأئمة عليهمالسلام ، لكن بمنهج وجمع ثان لمواضيعها ، مع ملاحظة أنّ الكليني والطوسي والصدوق ؛ كلّ منهم قد أخرج من الأصول ما يعتقده أنّه حجّة بينه وبين ربّه ، أو أنّه الّذي عليه العمل وغير ذلك ، وسيأتي توضيح ما يتعلّق بالبحث من هذه الأقوال.
وعلى كلّ حال ، فكتاب عيسى بن المستفاد من الكتب أو الأصول المعتمدة والمعتبرة ـ كما سيأتي بسط الكلام فيه ـ الّتي وصلت إلى أجلّة علماء الطائفة الناجية ، كالكليني والسيّد الرضي والطوسي والنجاشي وابن طاوس والمجلسي وغيرهم.
ولأجل ذلك ، رأينا أن نتوسّع بعض التوسّع ونطلق عنان القلم بالحديث عن أسانيدهم إلى كتاب الوصيّة ، فنقول :
أمّا الشيخ الطوسي : فلم نقف بالتفصيل على أسماء وأحوال رواة طريقه إلى كتاب الوصيّة ، سوى أنّه صرّح في الفهرست بأنّ عيسى بن المستفاد له كتاب رواه عبيد الله بن عبد الله الدهقان عنه (١).
__________________
(١) الفهرست (١٠٧)