« رضياللهعنه » في خبر مفرد ، سأضع محصّلها في هذا الباب ليهتدي به أولو الالباب (١) ».
وقد وفى بوعده « قده » في الفصل (١٧) (٢) من كتاب « الصراط المستقيم » ، وذكر في هذا الفصل ما يساوي أكثر من نصف مضامين كتاب « الطّرف ».
وفي قوله المتقدم « خبر مفرد » دلالة على أنّ كتاب ، « الطّرف » كلّه عبارة عن خبر واحد ، باعتبار أنّه يصبّ في موضوع واحد وهو الوصيّة ، وهذا الكلام بعينه يسري إلى كتاب « الوصيّة » لعيسى بن المستفاد من باب أولى ؛ فإنّ نفس كلمة الوصيّة الّتي هي عنوان كتاب عيسى تدلّ على أنّه خبر واحد.
وأمّا النجاشي : فقد مر عليك طريقه إلى عيسى بن المستفاد ، وهو ما ذكره « قده » في كتابه كتاب الرجال ، وهذا الطريق وإن وصفه النجاشي بأنّه طريق مصري فيه اضطراب ، إلاّ أنّنا لم نقف على أحوال جميع رواة هذا الطريق لخلوّ كتب الرجال ـ بل والتراجم ـ عن بعضهم ، وإنّ أزهر بن بسطام مثلا ؛ عثرنا على ترجمته عند الذهبي في ميزانه ، حيث قال : « خادم مالك ، لا يعرف ، وحديثه منكر ، والإسناد إليه ظلمات (٣) ». وكرر ابن حجر هذه العبارة بعينها في لسان الميزان (٤).
وليس من البعيد أن ندّعي أنّ الظلمات الإسنادية والأحاديث المنكرة الّتي عناها الذهبي وابن حجر هي أنّ الأزهر أحد رواة كتاب « الوصيّة » الّذي فيه ما فيه بنظر الذهبي وابن حجر ومن لفّ لفّهما.
وبما أنّنا لم نقف على تفصيل أحوال رواة هذا الطريق ، أعني تواريخ مواليدهم ووفياتهم وتحديد طبقتهم وغير ذلك ، فمن العسير تشخيص الاضطراب الواقع في السند ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فإنّنا لم نعثر على قول لأحد العلماء يعيّن
__________________
(١) الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٤٠ / الفصل ٢ )
(٢) الصراط المستقيم ( ج ٢ ؛ ٨٨ / الفصل ١٧ )
(٣) ميزان الاعتدال ( ج ١ ؛ ١٧١ )
(٤) لسان الميزان ( ج ١ ؛ ٣٣٩ )