والقصر : الحبس والمنع قال تعالى « حور مقصورات في الخيام » (١) أي محبوسات وممنوعات.
والأفكار : جمع فكر ، ويطلق على معان : منها حركة النفس بالقوة التي آلتها مقدم الدورة التي هي البطن الأوسط من الدماغ ، فان كانت الحركة في المحسوسات سمي تخيلا ، وان كانت في المعقولات سمي مفكرة.
والعالمين جمع عالم. وإذا قصرت أفكار العلماء عن ادراك كماله ، فأفكار غيرهم أولى بالقصور ، وكيف لا تقصر الأفكار عن وصف كماله؟ وهي قاصرة عن وصف أدنى مخلوق من مخلوقاته تعالى.
أو لا تسمع الى قول أمير المؤمنين عليهالسلام في وصف ملك الموت : هل تحس به إذا دخل منزلا؟ أم هل تراه إذ توفي أحدا؟ بل كيف يتوفى الجنين في بطن أمه أيلج عليه من بعض جوارحها أم الروح أجابته بإذن ربها؟ أم هو ساكن معه في أحشائها؟ كيف يصف إلهه من يعجز عن وصف (٢) مخلوق مثله (٣).
والحسور : الكلال والإعياء يقال : حسر البعير يحسر حسورا إذا (٤) كل وأعيا وحسر بصره إذا كل وانقطع من طول المدى.
والإدراك في اللغة : اللقاء. وفي الاصطلاح قال ابن سينا في كتاب الشفاء :الإدراك أن تكون حقيقة الشيء متمثلة عن المدرك يشاهدها ما به يدرك.
واعلم أن الإدراك قسمان ، لان المدرك : اما الحواس الظاهرة ، أو الباطنة.
الأول : الحواس الظاهرة ، وهي خمسة (٥) :
__________________
(١) سورة الرحمن : ٧٢.
(٢) في النهج : صفة.
(٣) نهج البلاغة ص ١٦٧ ، رقم الخطبة : ١١٢.
(٤) في « ق » : أي.
(٥) في « ق » : خمس.