الصورة والخيال يحفظها ، والوهم يدرك المعنى الجزئي والحافظة تحفظه ، ومحلها البطن المؤخر من الدماغ ، ويسمى أيضا الذاكرة ، لان الذاكرة لا يتم الا بها.
الخامس : المتخيلة ، وشأن هذه القوة تركيب الصور المأخوذة عن الحس المشترك والمعاني المدركة بالوهم بعضها من بعض ، كتركيبها صورة إنسان له جناحان ، فتارة تركب الصورة بالصورة ، وتارة تركب المعنى بالمعنى ، وتارة تركب الصورة بالمعنى ، وكذلك تفصل (١) الصورة عن الصورة ، والمعنى عن المعنى والصورة عن المعنى ، فان كان التصرف بسبب القوة العقلية سميت مفكرة وان كان باستعمال الوهم دون تصرف عقلي سمي متخيلة ومحلها مقدم البطن الأوسط من الدماغ.
فقد تحصل من هذا التحقيق أن الحس المشترك (٢) لإدراك الصور ، والخيال لحفظها ، والوهم لإدراك المعاني ، والحافظة لحفظها ، والمتخيلة للتصرف والترتيب كالحس المشترك يرادفه نبطاسيا ، والحافظة يرادفها الذاكرة ، والمتخيلة ترادفها المفكرة ، فهذه ثلاث معان من الخمس يعتور (٣) عليها ستة أسماء ، ويبقي معنيان يختص باسميهما الوهم والخيال.
وفي الدماغ ثلاث تجويفات ، ويقال : ثلاث بطون : فالأول فيه قوتان :نبطاسيا في مقدمه ، والخيال في مؤخره. والثاني : فيه أيضا قوتان المتخيلة في أوله ، والوهم في آخره. والثالث : وهو البطن المؤخر فيه الحافظة فقط.
وفي التجويف المقدم الى التجويف الأوسط جسم شبيه بالدودة ، وله قوة تمتد تارة وتقصر أخرى ، فإذا امتددت انفتح المجرى الذي بين
__________________
(١) في « س » : تفصيل.
(٢) في « س » : المشارك.
(٣) في « س » : تصور.