الأرض ، وكانوا بمنزلة العلماء ، لكنهم كانوا منقطعين الى الله تعالى ، فارغين من الدنيا ، رافضين لها ، وكانوا يخبرون عن الله تعالى بما يلقى إليهم في قلوبهم إلهاما ونكتا (١) في القلب وببعض الملائكة.
فهذا فرق ما بينهم وبين العلماء ، وعلماء هذه الأمة المستعملين لعلومهم بمنزلتهم. قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل (٢).
والسيد هو المطاع على قومه ، قاله الخليل بن أحمد وقيل : السيد المطيع لربه ، ونبينا صلىاللهعليهوآله موصوف بكل هذه الصفات ، فهو أحق بإطلاق اسم السيد عليه وقال عليهالسلام : أنا سيد ولد آدم ولا فخر (٣).
وروى السيد رضي الدين علي بن طاوس في كتاب المفاوز (٤) بسنده إلى إسماعيل بن محمد الشعراني ، عن عمر ، قال قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لما اقترف آدم الخطيئة فرفع رأسه الى العرش ، قال : أسألك يا الله بحق محمد لما غفرت لي ، فقال الله تبارك وتعالى : يا آدم كيف عرفت محمدا ولم أخلقه؟ قال : انك لما خلقتني ونفخت في روحك رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوبا « لا إله إلا الله محمد رسول الله » فقلت : انك لم تضف الى اسمك الا أحب الخلق إليك ، قال : فقال الله تعالى : صدقت يا آدم انه لا حب الخلق إلى ، وإذ قد سألت بحقه فقد غفرت
__________________
(١) في « س » : ويكفي.
(٢) عوالي اللئالى ج ٤ ـ ٧٧ برقم : ٦٧.
(٣) عوالي اللئالى ج ٤ ـ ١٢١ برقم : ١٩٦.
(٤) لم أعثر في كتب التراجم على اسم هذا الكتاب للسيد ابن طاوس ، وهذا الحديث وبعده ساقطان من نسخة « ق ».