قال في يوم التقى هو ومعاوية بصفين ، ورفع بها صوته ليسمع أصحابه : والله لأقتلن معاوية وأصحابه ، ثم يقول في آخر قوله : ان شاء الله ، يخفض بها صوته.
فكنت قريبا منه ، فقلت : يا أمير المؤمنين إنك حلفت على ما فعلت ، ثم استثنيت فما أردت بذلك؟
فقال : ان الحرب خدعة ، وأنا عند المؤمنين غير كذوب ، فأردت أن أحرص أصحابي عليهم ، لكيلا يفشلوا ، ولكي يطمعوا فيهم ، فأفقههم ينتفع بها بعد اليوم ان شاء الله.
واعلم أن الله جل ثناؤه قال لموسى عليهالسلام حيث أرسله إلى فرعون ( اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى ) وقد علم أنه لا يتذكر ولا يخشى ، ولكن لتكون ذلك أحرص لموسى على الذهاب (١).
قال طاب ثراه : ويصح اليمين من الكافر ، وفي الخلاف لا يصح.
أقول : منع الشيخ في الخلاف من يمين الكافر ، واختاره ابن إدريس ، وجزم في المبسوط (٢) بالجواز ، واختاره المصنف وفصل العلامة. وأجازها ممن لا يجحد الرب ، ومنعها من الجاحد ، وهو المعتمد.
قال طاب ثراه : وروى ابن عطية إلخ.
أقول : هذه رواها الشيخ في التهذيب عن الحسين بن سعيد عن سهل بن الحسن مرفوعا الى عيسى بن عطية عن أبي جعفر عليهالسلام الحديث (٣). وسهل بن الحسن وعيسى بن عطية مجهولان ، لم يذكرا في كتب الرجال بجرح
__________________
(١) فروع الكافي ٧ ـ ٤٦٠ ، ح ١.
(٢) المبسوط ٦ ـ ١٩٤.
(٣) تهذيب الأحكام ٨ ـ ٢٩٢ ـ ٢٩٣.