عند الصدوق وفي المقنع.
والمعتمد في الناقة أربعين ، وفي البقرة ثلاثين ، وفي الشاة بعشرين ، والبطة بخمسة ، والدجاجة بثلاثة ، والسمك بيوم وليلة. ويشترط طهارة العلف من النجاسة وان كان طاهرا في أصله على الأحوط.
قال طاب ثراه : وفي الغراب روايتان ، والوجه الكراهية ، ويتأكد في الأبقع.
أقول : ذهب الشيخ في النهاية (١) والاستبصار (٢) إلى كراهية الغراب بأنواعه واختاره المصنف ، وحرمها في الكتابين ، واختاره العلامة ، وفخر المحققين.
وقال ابن إدريس بتحريم ما عدا الزاغ ، وهو المعتمد.
والتحقيق أن أقسام الغراب خمسة :
الأول : الزاغ ، وهو غراب الزرع صغير أسود.
الثاني : الأسود الكبير الذي يسكن الخربان ، وسماه ابن إدريس بالغداف.
الثالث : الأغبر الرمادي ، وهو أصغر من الزاغ بيسير ، وهو المسمى بالغداف في المشهور.
الرابع : الأبقع ، وهو أكبر منه بقدر الزاغ ، وأنقى بياضا من الغداف ، وهو المسمى بالأبقع.
الخامس : العقعق طويل الذنب ، وهو أصغر من الغداف بيسير وأشد بياضا من الأبقع ، وهذه الخمسة شاهدناها ، والثلاثة الأخيرة مقيمة بالعراق دائما.
وأما الزاغ ، فيأتي آخر الخريف ويقيم الشتاء ، ثم يفارق الى بلاده ويتولد بها ، فقيل : انها الجبال في البلاد الباردة ، وانما يفارقها في الشتاء ، لفقد المرعى
__________________
(١) النهاية ص ٥٧٧.
(٢) الاستبصار ٤ ـ ٦٥.