وقواه المصنف ، وهو المعتمد.
وقال المفيد وتلميذه : في العليا الثلث ، وفي السفلى الثلثان ، واختاره الشيخ في المبسوط (١) والتقي. وقال أبو علي : في العليا النصف ، وفي السفلى الثلثان ، وفي الخلاف والنهاية (٢) جعل في العليا خمس الدية ، وفي السفلى ثلاثة أخماسها.قال طاب ثراه : وفي رواية تسعة وعشرون حرفا ، وهي مطرحة.
أقول : الرواية إشارة الى ما رواه حماد بن عيسى عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : إذا ضرب الرجل على رأسه فثقل لسانه ، عرضت عليه حروف المعجم ، فما لم يفصح به يؤدي بقدر ذلك من المعجم ، يقام أصل الدية على المعجم ، ثم يعطى بحساب ما لم يفصح به منها ، وهي تسعة وعشرون حرفا (٣).وهي متروكة.
قال طاب ثراه : ولو ادعى ذهاب نطقه ، ففي رواية يضرب لسانه بالإبرة ، فإن خرج الدم أسود صدق.
أقول : الرواية إشارة الى ما رفعه الشيخ إلى الأصبغ بن نباتة ، قال : سألت أمير المؤمنين عليهالسلام عن رجل ضرب رجلا على هامته ، فادعى المضروب أنه لا يبصر شيئا ولا يشم الرائحة ، وأنه قد ذهب لسانه ، كيف يعلم أنه صادق؟
فقال : أما ما ادعاه أنه لا يشم الرائحة ، فإنه يدنى منه الحراق ، فان كان كما يقول والا حول أنفه ودمعت عيناه.
وأما ما ادعاه في عينيه ، فإنه يقابل بعينه عين الشمس ، فان كان كاذبا لم يتمالك حتى يغمض عينه ، وان كان صادقا بقيتا مفتوحتين.
وأما ما ادعاه من لسانه ، فإنه يضرب على لسانه بالإبرة ، فإن خرج الدم أحمر
__________________
(١) المبسوط ٧ ـ ١٣٢.
(٢) النهاية ص ٧٦٦.
(٣) تهذيب الأحكام ١٠ ـ ٢٦٣ ، ح ٧٣.