إلا الصفات ، وهيهات في الوصول الى غايتها هيهات ، ومنه قول الشاعر :
لاهت فما عرفت يوما بجارحه (١) |
|
يا ليتها خرجت حتى رأيناها |
وقيل : لاه بمعنى ظهر ، فهي من أسماء الأضداد ، ومعناه : أنه تعالى ظهر بمخلوقاته (٢) وتجلى بمصنوعاته ، فلا موجود الا وهو يشهد بوجوده ، ولا مخترع الا وهو يعرب عن توحيده ،
وفي كل شيء له آية |
|
تدل على أنه واحد. |
وهذا الاسم ـ أي : الله ـ أشرف الأسماء وأعظمها. وقيل : انه الاسم الأعظم ، وقد اختص من بين سائر الأسماء بخواص :
الأول : خصوصيته بالذات المقدسة ، فلا يطلق على غيره حقيقة ولا مجازا ، بخلاف باقي الأسماء ، فقد يسمى بها غيره على سبيل المجاز.
الثاني : أن جميع الأسماء يتسمى به ولا يتسمى بها ، فيقال : الرحمن اسم من أسماء الله ولا يقال الله اسم من أسماء الرحمن.
الثالث : انه يدل على الذات المقدسة ، وباقي الاسماء لا يدل آحادها الأعلى آحاد المعاني.
الرابع : انه جعل امام سائر الأسماء في الذكر.
الخامس : ان لفظ الشهادة والحكم بالإسلام موقوف على التلفظ به ، دون غيره من الأسماء.
والرحمن الرحيم اسمان موضوعان للمبالغة ، ومشتقان من الرحمة ، والرحمة هي التخلص (٣) من أقسام الآفات وإيصال الخيرات إلى أرباب الحاجات.
والحمد هو الثناء بالجميل على جهة التعظيم والتبجيل ، وانما احتيج الى القيد
__________________
(١) في « س » : بخارجه.
(٢) في « س » : لمخلوقاته.
(٣) في « ق » : التلخيص.