وقوله : «ألا ترون إلى الحقّ لا يُعْملُ به ، وإلى الباطل لا يُتَناهى عنه ، لَيَرْغبَ المؤمن في لقاء الله ؛ فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة ، والحياة مع الظالمين إلاّ برماً» (١).
وقوله : «إنّي أدعوكم إلى إحياء معالم الحقّ ، وإماتة البدع» (٢).
ثمّ يذكّرهم بقول النبي صلىاللهعليهوآله فيه : «حسين منّي وأنا من حسين ، أحبّ الله مَنْ أحبّ حسيناً» ، وقوله صلىاللهعليهوآله فيه وفي أخيه : «الحسن والحسين سبطان من الأسباط ، الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة».
ولا بدّ إنّه صلىاللهعليهوآله قد ذكّرهم وأخبرهم بما أعلنه النبي صلىاللهعليهوآله منذ ولادة الحسين عليهالسلام بأنّه يُقتل بأرض العراق ، فمَنْ أدركه فلينصره (٣).
وكان عليهالسلام يقول : «وأيم الله ، لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتّى يقضوا فيَّ حاجتهم ، ووالله لَيَعْتَدُنَّ عليَّ كما اعتدت اليهود في السبت» (٤).
أقول : وذلك لمّا قتلوا يحيى عليهالسلام ، وقد قال لعبد الله بن عمر : «أما علمت أنّ من هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا اُهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل … فلم يعجّل عليهم بل أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر؟!». ثمّ قال له : «اتق الله يا أبا عبد الرحمن ، ولا تدعنّ نصرتي» (٥).
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر ١٤ / ٢١٧ عن الزبير بن بكار ، تاريخ الطبري ٥ / ٤٠٤.
(٢) الأخبار الطوال ـ للدينوري / ٣٢١.
(٣) انظر رواية أنس بن الحارث وغيره في ذخائر العقبى ـ لأحمد بن محمد الكبري المكي (ت ٦٩٤ هجرية) ، تحقيق أكرم البوشي ، طبع مكتبة الصحابة ـ جدّة / ١٤١٥ هجرية ، وفي مجمع الزوائد ٩ / ١٩ ، ومعجم الطبراني ٣ / ١٢٠. قال النبي صلىاللهعليهوآله : «واهاً لفراخ آل محمد من خليفة مستخلف مترف ، يقتل خلفي وخلف الخلف!». وأحاديث النبي صلىاللهعليهوآله في قتل الحسين عليهالسلام في المصادر السنيّة والشيعيّة ، بل والكتابية كثيرة جدّاً.
(٤) تاريخ الطبري ٤ / ٢٨٩ طبعة الأعلمي ، تاريخ ابن الأثير ٤ ، الناقص من طبقات ابن سعد ١ / ٤٣٣ عن معاوية بن قرة ، تاريخ ابن عساكر ١٤ / ٢١٦ عن معاوية بن قرة.
(٥) فتوح ابن أعثم ٥ / ٤٢.