وقال : إنّ عبد الله بن الزبير استنصر على يزيد بن معاوية بالخوارج واستدعاهم إلى ملكه ، فقال فيه الشاعر :
يابن الزبير أتهوى فتية قتلوا |
|
ظلماً أباك ولمّا تُنزع الشُّكَكُ (١) |
ضحّوا بعثمان يوم النحر ضاحيةً |
|
أطيب ذاك الدم الزاكي الذي سفكوا |
فقال ابن الزبير : لو شايعني الترك والديلم على محاربة بني اُميّة لشايعتهم وانتصرت بهم (٢).
قال ابن أبي الحديد : روى أبو الفرج علي بن الحسين الإصبهاني في كتاب مقاتل الطالبيِّين أنّ يحيى بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهالسلام لمّا آمنه الرشيد بعد خروجه بالديلم وصار إليه ، بالغ في إكرامه وبرّهُ ، فسعى به بعد مدّة عبد الله بن مصعب الزبيري (٣) إلى الرشيد ، وكان يبغضه ، وقال له : إنّه قد عاد يدعو إلى نفسه سرّاً. وحسّن له
__________________
(١) الشكك : الأدعياء.
(٢) شرح نهج البلاغة ٥ / ١٣١.
(٣) عبد الله بن مصعب الزبيري ، مبغض للطالبيِّين ، أحد بطانة هارون الرشيد ، وقد استغل هذه العلاقة للوقيعة بمَنْ قدر عليه منهم ، وابنه مصعب كان على سرّ أبيه أيضاً. قال ابن الأثير (في حوادث سنة ٢٣٦) : كان مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام منحرفاً عن علي. قال العلاّمة المقرّم رحمهالله (في كتابه السيدة سكينة / ٤٤) : إنّ أوّل مَنْ وضع الأحاديث الشائنة في ابنة الحسين سكينة مصعب الزبيري (المتوفى سنة ٢٣٦ هجرية) في كتابه نسب قريش ؛ لينصرف المغنّون والشعراء عن ابنتهم سكينة بنت خالد بن مصعب بن الزبير التي تجتمع مع ابن أبي ربيعة الشاعر والمغنّيات يغنين لهم ، وزاد عليها الزبير بن بكار وابنه. وقال العلاّمة الحلّي (في كشف اليقين / ٩٤ ، ط إيران) : كان الزبير بن بكار بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام من أشدّ الناس عداوة لأمير المؤمنين وولده. وقال الشيخ المفيد (في المسائل السروية / ٦١) : لم يكن الزبير بن بكار مأموناً في الحديث ، ولا موثوق النقل فيما يرويه من القذائف في حقّ أهل البيت عليهمالسلام ، ومنه تزويج عمر بأمّ كلثوم ؛ لبغضه أمير المؤمنين عليهالسلام وتحامله عليه.