وَكَرَمُكَ وَرَحْمَتُكَ أَمَلِي ، لا عَمَلَ لِي أَسْتَحِقُّ بِهِ الجَنَّةَ ، وَلا طاعَةَ لِي أَسْتَوْجِبُ بِها الرِّضْوانَ ، إِلاّ أَنِّي اعْتَقَدْتُ تَوْحِيدَكَ وَعَدْلََِكَ وَارْتَجَيْتُ إِحْسانَكَ وَفَضْلَكَ ، وَتَشَفَّعْتُ إِلَيْكَ بِالنَّبِي وَآلِهِ مِنْ أَحِبَّتِكَ ، وَأَنْتَ أَكْرَمُ الاَكْرَمِينَ وَأَرْحَمِ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلّى الله عَلى نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً كَثِيراً ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ. اللّهُمَّ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِنِّي أَوْدَعْتُكَ يَقِينِي هذا وَثَباتَ دِينِي ، وَأَنْتَ خَيْرُ مُسْتَوْدَعٍ ، وَقَدْ أَمَرْتَنا بِحِفْظِ الوَدائِعِ فَرُدَّهُ عَلَيَّ وَقْتَ حُضُورِ مَوْتِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
أقول : ورد في الأدعية المأثورة : اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَدِيلَةِ عِنْدَ المَوْتِ (١) ، ومعنى العديلة عند الموت هو العدول إلى الباطل عن الحق وهو بان يحضر الشيطان عند المحتضر ويوسوس في صدره ويجعله يشك في دينه ، فيستل الايمان من فؤاده ، ولهذا قد وردت الاستعاذة منها في الدَّعوات ، وقال فخر المحققين (رض) : من أراد ان يسلم من العديلة فليستحضر الايمان بأدلّتها ، والأصول الخمسة ببراهينها القطعية بخلوص وصفاء وليودعها الله تعالى ليردّها إلَيهِ في ساعة الاحتضار بأن يقول بعد استحضار عقائده الحقَّة :
اللّهُمَّ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ إِنِّي قَدْ أَوْدَعْتُكَ يَقِينِي هذا وَثَباتَ دِينِي وَأَنْتَ خَيْرُ مُسْتَوْدَعٍ وَقَدْ أَمَرْتَنا بِحِفْظِ الوَدائِعِ ، فَرِدَّهُ عَلَيَّ وَقْتَ حُضُورِ مَوْتِي.
فعلى رأيه (قدس الله سرّه) : قراءة هذا الدعاء الشريف دُعاء العديلة واستحضار مضمونه في البال تمنح المر أماناً من خطر العديلة عند الموت.
وأما هذا الدعاء فهل هو عَن المعصوم عليهالسلام أم هو انشاء من بعض العلماء؟ يقول في ذلك خرّيت صناعة الحديث ، وجامع اخبار الأئمة عليهمالسلام العالمْ المتبحر الخبير ، والمحدث الناقد البصير ، مولانا الحاج ميرزا حسين النوري نور الله مرقده : واما دعاء العديلة المعروفة فهو من مؤلفات بعض أهل العلم ، ليس بمأثورٍ ولاموجودٍ في كتب حملة الأحاديث ونقّادها (٢).
واعلم أنه روى الطوسي عَن محمد بن سليمان الدليمي أنه قال للصادق عليهالسلام : ان شيعتك تقول
_________________
١ ـ رواه السيّد ابن طاووس في الاقبال ٣ / ١٨٧ فصل ١١ ضمن دعاء عن الكاظم عليهالسلام.
٢ ـ مستدرك سفينة البحار ٧ / ١٢١.