النبي صلىاللهعليهوآله وقرأ لي من تلك الصحيفة وكان فيها مقتل الحسين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ وأنه كيف يقتل ومن الذي يقتله ومن ينصره ومن يستشهد معه ثم بكى بكاءً شديداً وأبكاني (١).
أقول : لم يسع المقام لايراد موجز من مقتله عليهالسلام فمن شاء فليطالع كتبنا الخاصة في المقتل وعلى أي حال فمن سقى الناس عند قبر الحسين عليهالسلام في هذا اليوم كان كمن سقى أعوانه عليهالسلام في كربلا. ولقراءة التوحيد ألف مرة في هذا اليوم ، فضل وروي أن الله تعالى ينظر إلى من قرأها نظر الرحمة (٢).
وقد روى السيد لهذا اليوم دعاءً يشابه دعاء العشرات بل الظاهر أنه نفس الدعاء على بعض رواياته (٣) ، وقد روى الشيخ عن عبد الله بن سنان عن الصادق عليهالسلام صلاة ذات أربع ركعات ودعاء يؤدَّى غدوة ولم نوردهما اختصاراً ، من شاء فليطلبها من زاد المعاد (٤). وينبغي أيضاً للشيعة الامساك عن الطعام والشراب في هذا اليوم من دون نية الصيام وأن يفطروا في آخر النهار بعد العصر بما يقتات به أهل المصائب كاللبن الخاثر والحليب ونظائرهما لا بالأغذية اللذيذة وأن يلبسوا ثياباً نظيفة ويحلوا الازرار ويكشطوا الاكمام على هيئة أصحاب العزاء.
وقال العلامة المجلسي في (زاد المعاد) : والأحسن أن لا يصام اليوم التاسع والعاشر فإن بني أمية كانت تصومهما شماتة بالحسين عليهالسلام وتبرّكا بقتله وقد افتروا على رسول الله صلىاللهعليهوآله أحاديث كثيرة وضعوها في فضل هذين اليومين وفضل صيامهما. وقد روي من طريق أهل البيت عليهمالسلام أحاديث كثيرة في ذم الصوم فيهما لا سيما في يوم عاشوراء. وكانت أيضاً بنو أُمية لعنة الله عليهم تدخر في الدار قوت سنتها في يوم عاشوراء.
ولذلك روي عن الإمام الرضا صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال : من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدنيا والآخرة ، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرت بنا في الجنة عينه ، ومن سمى يوم عاشوراء يوم بركة وادَّخر لمنزله فيه شَيْئاً لم يبارك له فيما ادَّخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله (٥) فينبغي أن يكف المر فيه عن أعمال دنياه ويتجرد للبكاء والنياحة
_________________
١ ـ انظر البحار ٤٤ / ٢٥٢ عن الامالي مع اضافات كثيرة.
٢ ـ الاقبال ٣ / ٨٠ فصل ١٥ من باب ١ ، عن الصادق عليهالسلام.
٣ ـ الاقبال ٣ / ٥١ ـ ٥٤ فصل ٩ من باب ١. أوّله : سبحان الله والحمد لله ...
٤ ـ مصباح المتهجّد : ٧٨٣ ـ ٧٨٦ ، زاد المعاد : ٣٨٨ ـ ٣٩٣. وأوّل الدعاء : اللّهمّ عذّب الفجرة ...
٥ ـ زاد المعاد : ٣٧٢ ، أمالي الصدوق : المجلس ٢٧ ، ح ٤.